نقباء المستشفيات والأطباء في بيروت والشمال وتجمع تجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية يدقون ناقوس الخطر

عقد كل من نقيب المستشفيات في لبنان المهندس سليمان هارون، نقيب اطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف ابو شرف، نقيب اطباء لبنان في الشمال الدكتور سليم ابي صالح وممثلة عن تجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية في لبنان السيدة سلمى عاصي مؤتمرا صحفياً اليوم في مركز نقابة المستشفيات في لبنان، جرى خلاله شرح لواقع القطاع الصحي والاستشفائي المأزوم، بعدما بلغ الخط الأحمر.

هارون

2استهل المؤتمر النقيب هارون بكلمة جاء فيها :

في شهر آب الماضي عقدنا مؤتمراً صحفياً مشتركاً هنا في النقابة اردنا منه وضع الرأي العام اللبناني والمسؤولين امام ما ينتظرنا وحذرنا آنذاك اننا سنصل الى مرحلة لن تتمكن المستشفيات من استقبال المرضى وذلك بعد ان عرضنا ما تواجهه المستشفيات من صعوبات لا سيما في علاقتها مع المتعاملين معها من اطباء وموظفين وتجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية والادوية وغيرها … بسبب نقص السيولة لديها من جراء تأخر المؤسسات الضامنة في تسديد المستحقات المتوجبة منذ سنة 2011 والتي تجاوزت قيمتها 2000 مليار ل.ل. وهي على ازدياد بشكل يومي.

فالمستشفيات غير قادرة على تسديد مستحقات مستوردي الادوية والمستلزمات الطبية وهؤلاء بدورهم اصبحوا غير قادرين على استيراد هذه المواد بسبب نقص السيولة، وبالتالي، فلن تعود المستشفيات بمقدورها تقديم العلاجات للمرضى، فالمخزون الحالي في البلاد يكفي لمدة لا تتجاوز الشهر واحد، علماً ان عملية الاستيراد من الخارج تتطلب بين شهرين وثلاثة اشهر. نحن مقبلون على كارثة صحية كبيرة اذا لم يتم تدارك الوضع فوراً. وقد نجد المرضى يموتون في المستشفيات بسبب النقص مثلاً في الفلاتر المستخدمة لغسل الكلي او الرسورات لتوسيع شرايين القلب او ادوية البنج الخ …

لذلك، نناشد المسؤولين على مختلف المستويات العمل فوراً على :

1 – التسديد الفوري للمستحقات المتوجبة للمستشفيات والاطباء في ذمة وزارة الصحة والاجهزة الامنية والعسكرية حتى نهاية العام 2018 كخطوة اولى.

2 –  الطلب من المصارف تسهيل عمليات تحويل الاموال بالدولار الاميركي لمستوردي وتجار المستلزمات والادوات الطبية لتمكّنها من تأمين حاجة المستشفيات من هذه المستلزمات.

والا فان المستشفيات وامام الحائط المسدود الذي وصلت اليه ستقوم بتحرك ليوم واحد تحذيري نهار الجمعة القادم في 15/11/2019 بالتوقف عن استقبال المرضى باستثناء الحالات الطارئة، مرضى غسل الكلي والعلاج الكيميائي. وانني على يقين ان المستشفيات خصوصاً في هذه الظروف الصعبة سوف تولي اهتماماً خاصاً بالمرضى المحتاجين الذين لا يتمتعون باية تغطية صحية وتؤمن لهم العناية اللازمة في كل الاحوال.

         وهنا نود التوضيح ان هذا الموقف لا علاقة له بالازمة السياسية الحالية التي تتخبط بها البلاد، وانما هو خطوة من ضمن خطة للتحرك.  كنا قد وضعناها منذ اشهر بدأت بزيارات شملت كتلاً نيابية  ومسؤولين من مختلف التوجهات السياسية، زيارات واتصالات لم نصل بها وللاسف الى الحلول المطلوبة.

         نأمل ان يتم استيعاب الوضع من قبل المسؤولين والعمل على معالجته قبل فوات الاوان.

ابو شرف

3ثم تلاه النقيب ابو شرف فقال :

الجميع يعلم ولا شك  الواقع المأزوم الذي يمر به القطاع الصحي والاستشفائي في لبنان، والانعكاس السلبي الذي يتسبب به على القطاع الصحي الاستشفائي والطبي خصوصاً. وهنا يهمني الاشارة الى 3 نقاط اساسية ترتبط بنا كأطباء :

1- ان 20% من فاتورة المستشفيات تعود الى الاطباء. وبما ان وزارة المالية لا تحول المستحقات الى هذه المستشفيات، فلا ينال الاطباء بالتالي مستحقاتهم، ما يؤثر على حياتهم وحياة عائلاتهم ووضعهم المعيشي والاجتماعي. وهذا اللقاء هو تنبيه وانذار وورقة ضغط على وزارة المالية لاستدراك الوضع، والقيام بواجباتها والوفاء بالعهود ودفع المستحقات والمتوجبات للمستشفيات وبالتالي للاطباء.

2- في دراسة اجرتها نقابة الاطباء بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تبين ان اكثر من 50% من اطباء لبنان لا يتجاوز دخلهم الشهري المليون و500 ألف ليرة لبنانية. اضافة الى ان الطبيب محروم من الضمان الاجتماعي والصحي عند وصوله الى سن التقاعد في ال 64 من العمر، وهو السن الذي يحتاج  فيه الى الضمان اكثر من اي وقت مضى.

3- يعمد بعض الاطباء، وهم قلة قليلة، الى طلب فروقات المستحقات من المرضى، ويضطر بعضهم الى اللجوء الى هذا الامر لتعويض التأخير في قبض مستحقاتهم. ومع ذلك ، نحن كنقابة اطباء، نؤكد رفضنا لهذا الامر، ونعتبره غير شرعي وغير قانوني.

 لذلك، نكرر حث وزارة المالية على التجاوب مع نقابات الجسم الطبي، وسداد المستحقات، لانقاذ القطاع الاستشفائي والصحي، وبالتالي المستشفيات والاطباء من خطر الانهيار، ما يضمن استمرارية وبقاء الجميع. كذلك نحض الجهات الضامنة كافة على العمل الجدي بفصل اتعاب الاطباء وسداد مستحقاتهم مباشرة لهم من دون المرور باللجان الطبية.

ابي صالح

4وكانت كلمة ايضاً لنقيب اطباء الشمال :

مرة ثانية في خلال اربعة اشهر نجتمع في هذه الدار الكريمة لنطلق صرخة الى من يعنيه الامر، صرخة تعبر عن وجع الناس والآمهم وما يهدد صحتهم وحياتهم.

كنا نأمل ونحن في عشية بدء الاحتفالات بالمئوية الاولى لانشاء دولة لبنان الكبير والذكرى السادسة والسبعين لاستقلال وطننا الحبيب لبنان، كنا نأمل ان نجتمع كنقابات مهن تعنى بالشأن الصحي، لكي نحتفل بهذه المناسبات العزيزة معددين انجازات ومساهمات هذه النقابات، قيادات وافراد في تطوير القطاع الصحي على مدى هذه السنوات وعن التضحيات التي بذلت من العاملين فيه، اطباء وممرضين واداريين خلال فترة الحروب الاهلية او الاعتداءات الاسرائيلية.

هذه كانت امنياتنا، ان نقيم احتفالات تليق بالمناسبات والوطن . ولكننا نجتمع اليوم لنعلن ان القطاع برمته اصبح في مرحلة الانحدار لا بل الانهيار ما يهدد استمراريته.

الحال التي وصلت اليها المؤسسات الاستشفائية تكلم عنها زميلي المهندس سليمان هارون، اما حال الاطباء فحدث ولا حرج؟

  • اتعاب غير مدفوعة منذ شهور طويلة ما اثر سلباً بطريقة كارثية على معيشة عائلاتهم ودفعهم الى درجات ادنى من تلبية المستلزمات الضرورية لاستمرارهم بالقيام بواجباتهم تجاه عائلاتهم ومرضاهم.
  • فصل الاتعاب غير مطبق لدى معظم الجهات الضامنة باستثناء وزارة الصحة العامة التي طبقته كاملا ولا اي من الجهات الاخرى تريد ان تأخذ بتجربة الوزارة الناجحة.
  • عدم التزام بالمهل القانونية لدفع مستحقات الاطباء من قبل كافة الجهات الضامنة اصبح القاعدة ولم يعد استثناء.

ان الظروف التي يمر بها لبنان في ظل حراك مواطنيه من اجل ابسط حقوقهم في اقامة دولة العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا يمكن مقارنتها بمرارة وصعوبة الظروف التي مررنا بها خلال حرب تموز 2006، حصار اسرائيلي بحري وجوي، تدمير للجسور والطرقات والمدن والقرى، تآمر دولي وعربي ومع ذلك بقيت امدادات المؤسسات الاستشفائية في حدود المقبولة وهذا ما يطرح الكثير من الاسئلة.

نأمل ان تلقى صرختنا تجاوباً عند المسؤولين حتى لا ينهار القطاع ونبقى قادرين على الاستمرار بالقيام بواجباتنا تجاه المرضى والمواطنين.

عاصي

5واخيراً تحدثت عاصي عن معاناة تجار ومستوردي المعدات والمستلزمات الطبية فقالت :

تعيد الشركات المستوردة للأجهزة والمستلزمات الطبية في لبنان إطلاق صرخة جديدة الى جميع المعنيين حيث أن البضائع المتوفرة حاليا في مستودعاتها لا تكفي احتياجات شهر على الأكثر والتي ستحول دون إمكانية المستشفيات من معالجة مرضاها بالإضافة الى الاضرار المعنوية، المادية والقانونية التي سوف تلحق بها جراء تخلفها عن دفع المستحقات، ناهيك عن أي ضرر قد يصيب أي مريض على الأراضي اللبنانية.

إن الشركات المذكورة أدناه ، مسؤولة عن تأمين احتياجات المستشفيات والمرضى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كل ما يختص بقسم الطوارئ، غرف العمليات والعناية المشددة، المختبر، الأشعة وأجهزة علاج السرطان، غسيل الكلى وكامل الأقسام الأخرى، بالإضافة الى كامل مستهلكاتها وقطع الغيار. علما ان لبنان يستورد ١٠٠ ٪ من هذه البضائع ولا يوجد أي بديل محلي الصنع.

لذلك يناشد التجمع :

  • الدولة اللبنانية بالإسراع بتسديد مستحقات المستشفيات المتراكمة منذ عام ٢٠١١ والتي تفوق ١٫٤ مليار دولار لكي تتمكن هي بدورها.
  • بتسديد مستحقاتنا وإلا لن يعود بإمكاننا تسليم المستلزمات الطبية والقيام بأعمال الصيانة وهذا يعرضنا للإقفال على المدى الطويل.
  • المصرف المركزي تأمين احتياجاتنا من العملة الأجنبية و بالأخص الدولار، أسوة بما هو معمول به للدواء علما ان المستلزمات والأجهزة.
  • وقطع الغيار التي تستوردها الشركات المذكورة هي أساسية وحيوية للعمل الاستشفائي ولا تقل أهمية عن الدواء.

حــوار

ورداً على الاسئلة اكد النقيب هارون او المشكلة تراكمت وتفاقمت منذ شهور بسبب القيود التي فرضت من قبل المصارف وعامل شحّ السيولة وغياب التسهيلات. الوضع ليس وليدة اليوم بل منذ اربعة اشهر وقد عقدنا مؤتمراً صحافياً في حينها ولم نلقى اي تجاوب من قبل المعنيين. كما اكد النقيب ابو شرف اننا قد وعدنا مرات عدة بأن الامور ستتم معالجتها ولكن ذلك لم يحصل ابداً .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بخاش: الاعتداءات الممنهجة على المراكز الصحية في الجنوب هي جرائم حرب

استنكر مجلس نقابة أطباء لبنان في بيروت الاعتداءات الممنهجة على الجسم الطبي والتمريضي من قبل ...

Visa تطلق حلولاً جديدة مرتكزة إلى الذكاء الاصطناعي دعماً لأعمالها بمجال خدمات القيمة المضافة

*إضافة ثلاثة حلول جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مجموعة Visa Protect للمساعدة في منع الاحتيال ...

تقرير جديد من ماستركارد يكشف بأن التواصل البشري والابتكار التقني أساسيان لبناء مدن المستقبل

• تقرير مدن المستقبل من ماستركارد يستكشف تطلعات سكان المناطق الحضرية في منطقة الشرق الأوسط ...