مبـــروك ..( للـدولة العميـقة)

كتب الإعلامي ابراهيم خليل عواضة

الف مبروك ” للدولة العميقة”، المتمثلة بتحالف السلطة والمال وبعض رجال الدين.

مبروك انتصاركم  على هذه الحكومة، التي شكلتموها معاً، ومن ثم تقاسمتم الأدوار في ما بينكم، البعض معارض، والبعض الآخر لعب دور المؤيد والراعي لهذه الحكومة التي سقطت في هذه الحفرة العميقة التي حفرتموها  لها معاً، ومن ثم رميتم كل ارتكاباتكم وكل فشلكم طيلة ثلاثة عقود في هذه الحفرة وعلى جسد هذه الحكومة التي لم تبلغ بعد سن الرشد الحكومي.

والتهنئة لكم مضاعفة على نجاحكم في إسقاط انتفاضة الناس التي بدأت في ١٧ تشرين الثاني من العام الماضي.

نعم علينا أن نعترف بأنكم أقوياء وأذكياء، وإلا لما نجحت في تحقيق هذه المكاسب التي حفظت لكم معاً السلطة والمال.

قوتكم من ضعف وغباء وتعصّب غالبية الشعب اللبناني الذي لا تحرّكه إلا النعرات الطائفية والمذهبية، هذه الغالبية هي التي استعملتموها في حربكم على هذه الثورة، التي وبكل أسف سرعان ما تحولت إلى ثورات، ثورة ضد ممارسات السلطة والمطالبة بالإصلاحات وبلقمة العيش، وثورة مضادة من داخل الثورة الأم تدافع عن زعيمها وعن المفسدين والفاسدين في هذه الجمهورية، وهم من السلطويين وأصحاب رؤوس المال وبعض رجال الدين من مختلف الطوائف .

حسان دياب، لقد خسرت أمام الدولة العميقة، وخسر كل من راهن على بداية لمرحلة استثنائية في تاريخ لبنان الحديث، مرحلة تنسف معها هذا النظام السياسي البغيض، وتسقط بالتزامن هذا النهج الإقتصادي المتوحش، مرحلة تتيح للسلطة الجديدة محاسبة الفاسدين وكل من سرق من المال العام وكل من ساهم في إفقار هذا الشعب وإذلاله.

نعم نعترف، لقد ضاعت كل الأمنيات والأحلام التي عاشها الكثير من اللبنانيين، إن كان ذلك أولا بالرهان على الثورة، أم إن كان ذلك ثانياً بالرهان على حكومة ” مواجهة التحديات” التي تم اغتيالها، وموتها سريريا ” بنيران صديقة” عن عمد وليس عن طريق الخطأ.                            أيها الشعب العنيد، بل الأصح أيها الشعوب اللبنانية، الطائفية، المذهبية، العابدة  للزعماء وللمال، التي لا تخجل من الحرمان، وحتى من الذل. ستبقون تبحثون عن الكهرباء فلا تجدوها، ولن تجدوها، ستبقى النفايات في ” دياركم عامرة”، ستبقى المياه ملوثة ونادرة، سيبقى قدركم رهن مزاج الحاكم، ستذلون أمام محطات المحروقات،  وأمام الأفران أم أمام باب صيرفي  فرضوه علينا كممرّ إلزامي لتسوّل بضعة من الدولارات.

جنى سنوات عمركم سيبقى محبوساً في حسابات السياسيين وأصحاب الأموال، نعم أيها الشعوب اللبنانية ستبقون عبدة للأصنام المصنوعة من التمر، لكن العصيّة على الأكل عند الجوع .. لأنها غير قابلة للهضم.

 حسان دياب، لا نشكّ أبدًا بنزاهتك وحسن نوياك، لكن البعض من الحلفاء  ” فرملوا” اندفاعتك، فتلاعبوا بالأرقام وحرّكوا الأسواق، وأوقعوك في فخّ المحاصصة وأخيرا وليس آخراً منعونا من محاسبة الفاسدين، ووفّروا الحمايات السياسية والطائفية والمذهبية لكبار سارقي المال العام وتخلّوا عن المودعين حماية لرأس المال، فلا ، “كابيتال كونترول” ولا استعادة للأموال المهرّبة والمنهوبة، ولا تدقيق في الحسابات العامة ….

حسان دياب، لقد حاولت، لكن استسلمت بسرعة فخسرت وخسرنا معاً حلماً جديداً.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مشاركة فاعلة لجمعية الصناعيين في معرض “هوريكا”

شاركت جمعية الصناعيين اللبنانيين برئاسة سليم الزعني، بشكل فاعل في الملتقى السنوي لصناعتي الضيافة والخدمات ...

أسواق الأسهم الخليجية تتراجع أمام التوترات الجيوسياسية وتراجع أسعار النفط

تحليل السوق التالي عن ايهم سلاح، خبير مالي ١٩ ابريل ٢٠٢٤ أغلقت أسهم دول مجلس ...

العملات المشفرة تدخل يوم التنصيف بأداء باهت مع المعنويات الضعيفة

تحليل لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في ...