شجرة الحياة وعطرالأرز… صناعة الخلود

أطلقت قرية بدر حسون البيئية أحدث ابتكاراتها من قلب الطبيعة وهي مجموعة Cedar Wood & Gold Collection (مجموعة خشب الأرز والذهب) ذات الإصدار المحدود، بحضور نخبة من المشاهير. بالرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة ومع تفشي مرض الكورونا، أثبتَ خان الصابون مجدداً اصرارهُ على المضي قدماً ورفع اسم لبنان والصناعة اللبنانية عالمياً.

سياسيون وديبلوماسيون ورؤساء بلديات ورجال دين واعلاميون وفنانون زاروا القرية وتعرفوا على مختلف أقسامها ومنهم: الممثلة القديرة برناديتحديب، والممثلة والمغنية برجيت ياغي، ومقدمة البرامج كارلا حداد، ووزير الاتصالات طلال حواط، والنائب نعمت افرام، والنائب الدكتور علي درويش،ومستشار دولة الرئيس نجيب ميقاتي بلال حمد، والسفير مارون كرم رئيس الرابطة المارونية في اوروبا، ومدير عام وزارة الصحة فادي سنان، ومحافظ الشمال رمزي نهرا، والاب نديم عبد المسيح راعي كنسية لاس فيغاس في الولايات المتحدة الامريكية، والمطران ادوارد ضاهر رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكين الكاثوليك، ومندوب شركة امازون للشرق الاوسط السيد شفيق ادريس وغيرهم…

البحث عن عطر لبنان

eعرضَ فيلم توثيقي يروي طريقة اكتشاف العطر، وشجرة الحياة، ثم العناصر التي استخدمت في الاكتشاف، والتصنيع، والتوضيب، فرواية العطر، استعرضها الدكتور بدر حسون، متحدثاً بانفراد، وتباعد، لكل فرد من الأفراد المائة الذين جرى اختيارهم، عن اكتشاف العطر منذ ١٤٨٠، ففقدانه، وصولاً إلى إحيائه في قريته البيئية، والأبحاث التي جرت حوله، والاختبارات التي أقيمت على مراحل وسنوات طويلة، والاستعانة بخبرات عملانية، وأكاديمية، قبل التوصل إلى إدراكه من جديد.

“عندنا في بلادنا، عطر مفقود. اكتشف سنة ١٤٨٠. عطر تتلاقى فيه شجرة الحياة، مع الذهب”. فكرة طالما رددتها جدة سارية على مسمعها، فلم تغب عن ذاكرتها يوم هاجرت بلدها لبنان.في غربتها، افتقدت سارية (بطلة الفيلم التوثيقي) هويتها. مهما طال الزمن، والبعاد، يبقى الحنين للوطن، والانتماء إليه شغف المهاجر. عادت سارية تبحث عن هوية، ورواية جدتها عن العطر المفقود مسار بحثها. تساءلت بينها وبين نفسها في بلاد الاغتراب: “كيف أبقى بلا هوية بينما شعوب الأرض منذ بدء التاريخ، تنجذب إلى موطني، ساعية لـ”شجرة الحياة”، ومنها أريج عطرها!”طردت سارية الغربة، وعادت إلى موطنها، وانضمت الى فريق يبحث عن العطر، ويبحث فيه انطلاقاً منخان الصابون في “قرية بدر حسون البيئية”. اتجهت مع الفريق نحو الكهوف، والجبال، والأودية، تتتبع أريج عطر منبعث من الجبال. عثر الفريق على لوحة. هي شجرة الحياة السومرية، الممزوجة بالحب، والخصب، وعبادة الإله. تلمسها، فتحركت بيدها. كانت تخبىء ما ترمز إليه، أي عطر لبنان في قنينة صغيرة، من شجرة الحياة. أدرك الفريق عبر اللوحة أن الشجرة التي تعطي هذا العطر ليست بعيدة، إنها في متناول كل باحث عن الحب، والحق، والثبات.لم يكن العثور على الشجرة المحفورة على اللوح السومري صعب المنال. في كل تلة وجبل لبناني، “شجرة الحياة” التي عرفت منذ ما قبل التاريخ بـ”الأرز”. شجرة شغفت حضارات العالم بها، فبنى منها سليمان الحكيم هيكله، والفراعنة قصورهم، والأشوريون والأكاديون مدنهم، والرومان حضارتهم، وفي العصر الحديث، اعتمدها الانكليز لبناء سكة الحديد التي ربطت حضارات العالم بين الشرق والغرب، ورغم كل ذلك التقطيع لها، ظلت صامدة، تقارع الأعاصير، وتتحدى الزمن رمزاً للصمود.

روحية الابتكار في “قرية بدر حسون البيئية”

cربط الفريق بين الأريج الذي عثر عليه تحت اللوحة، وما ينتشر في كل مكان من عبق البخور، والأصماغ، فأدرك أن نبع العطر هي الأرزة، شجرة الحياة الخالدة. تذكر كيف لم يخلُ كتاب تاريخ، ولا كتاب مقدس من ذكر العطر، وشجرة الحياة، الأرز. اما سارية فقد أدركت أنها استعادت هويتها المفقودة التي تربط بين الأرض، والسماء، والانسان والشجرة، في كل مكان من موطنها.

“يرمز عطر شجرة الحياة إلى هويتنا وانتمائنا، وترابط شعبنا بكل فئاته. هذا ما كنا نسعى إليه لاستعادة هذا العطر المفقود، وإحيائه في ظروف صعبة، ملؤها التحدي”، يقول مؤسس القرية الدكتور بدر حسون، الذي قاد الفريق الكبير الذي سعى للبحث عن العطر، وجذوره، وحكاياته، ومصادره، وتجميعها، وتصنيعها، وفي هذا البحث المُضني، لكن بحماس الشباب، وشغف كل وطني، يقول حسون، “كنا نناضل لاستعادة عطر حياتنا الوطنية، ورمزيتها، وفي خضم نضالنا شعرنا بأننا أحدثنا تغييراً نادراً، فاندمجَ في سعينا المشترك، أشخاص، وأناس من مختلف مناطق لبنان، وفئاته، وكان مساراً طويلاً وشاقاً، انتهى لاستعادة عطر الحياة، من شجرة الحياة، التي جمعت لبنانيين من مختلف المناطق والمشارب”.

قدَّم الفريق المنتمي لـ”قرية بدر حسون البيئية” العطر المستعاد في استعراض فني غلب عليه فن التشكيل، والمسرح، ليضفي على مناسبة إطلاقه من جديد، روحية الابتكار التي تميّز لبنان بها، وبرع بها لبنانيون من مختلف المشارب، وفي لبنان وكل أنحاء العالم.

قدمت رواية العطر، وأهميته إن في الحياة الشخصية للانسان، وفي ما يجمعه من أبعاد وطنية، لمائة شخص جرى اختيارهم بدقة، وعبرهم يمكن إيصال هوية لبنان التاريخية، والدهرية إلى مختلف أنحاء العالم. هكذا يختم حسون كلامه، مؤكداً أن “الخالدين هم من يصنعون الحياة، كشجرة الحياة، ومن يصنعون الخلود كعطرها المذهب”.

a  4

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بخاش: الاعتداءات الممنهجة على المراكز الصحية في الجنوب هي جرائم حرب

استنكر مجلس نقابة أطباء لبنان في بيروت الاعتداءات الممنهجة على الجسم الطبي والتمريضي من قبل ...

Visa تطلق حلولاً جديدة مرتكزة إلى الذكاء الاصطناعي دعماً لأعمالها بمجال خدمات القيمة المضافة

*إضافة ثلاثة حلول جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مجموعة Visa Protect للمساعدة في منع الاحتيال ...

تقرير جديد من ماستركارد يكشف بأن التواصل البشري والابتكار التقني أساسيان لبناء مدن المستقبل

• تقرير مدن المستقبل من ماستركارد يستكشف تطلعات سكان المناطق الحضرية في منطقة الشرق الأوسط ...