يغادر الدكتور كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية والمنسق العام لتجمع المنظمات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية اليوم بيروت إلى فرنسا ترفقه عضو الهيئة الإدارية ومسؤولة البرامج والشراكات الآنسة فيرجيني لوفيفر، وذلك في إطار تعزيز جهود مؤسسة عامل على المستوى الدولي، والمشاركة الاجتماع السنوي لحركة عامل الدولية بهدف البحث في كيفية تكريس أنموذج عالمي في العمل الإنساني الملتزم، والعمل على تمكين “حركة عامل الدولية” لتكون صوت الفئات الشعبية في كل العالم.
ويناقش الاجتماع السنوي للحركة أبرز القضايا والشؤون الانسانية التي تدخل ضمن نطاق مهمات عامل الدولية، وتتعلق بالعمل على تغيير السياسات العالمية لصالح الشعوب، والاستجابة الملحة لقضايا تهدد مصير الإنسانية كتدحرج النزاعات والحروب والأوبئة، في ظل نظام عالمي مسخّر لخدمة أصحاب المال والسلطة.
كما يبحث المشاركون من عدة فروع دولية لعامل، في كيفية توسيع نطاق عمل المؤسسة وتعميم الأنموذج الرائد للعمل الإنساني الذي راكمته “عامل” من خلال خبرتها الميدانية في لبنان طيلة العقود الماضية، اذ تقدم عامل أنموذجا يذهب بقيمه وتجربته الغنية من الشرق إلى الغرب، للنضال من أجل بناء عالم أكثر عدالة واكثر إنسانية في زمن تراجع القيم التضامنية والإنسانية في الغرب، والعمل على بلورة مفهوم جديد ورائد للعمل الإنساني الذي ينحدر في كثير من المواقع إلى التقنية والبزنسة والاستعمار الجديد، ليكون مبنياً على التضامن والكرامة والإنسانية ورفض ازدواجية المعايير خاصة بين الشرق والغرب والالتزام بالقضايا العادلة للشعوب وفي مقدمتها قضية فلسطين التي تشكل جوهر أي عمل إنساني.
كذلك يشارك مهنا في اجتماع الهيئة العامة لعامل- فرنسا في غرونوبل حيث سيتم البحث في خطوات انشاء المزيد من المراكز لعامل في المناطق الشعبية في فرنسا، نظرا للحاجة المتزايدة، وكيفية تعزيز البرامج التي تتولى رعاية وتمكين الفئات المهمشة، وخصوصاً اللاجئين والمهاجرين في المجالات الصحية والتنموية والتعليمية والاجتماعية،
كما سيشارك مهنا في معرض وندوة لفرع عامل باريس ينظم بالشراكة مع مؤسسة حركة التضامن من أجل التنمية الإنسانية ACTION SOLIDARITÉ POUR LE DÉVELOPPEMENT HUMAIN ويتخلل عرضاً لرسوم مستوحاة من الوضع الاقتصادي والاجتماعي الكارثي في لبنان، على شكل قصص كرتونية، استوحتها فنانة فرنسا متطوعة مع المؤسسة من خلال رحلتها برفقة فريق عامل في لبنان، وذلك بهدف تعزيز الحملة التضامنية مع لبنان في محنته، ولدعم جهود مراكز عامل وعياداتها النقالة التي تعمل في كل لبنان بقيادة 1400 متطوع ومتفرغ، كجزء من عمل المؤسسة وخطة الاستجابة التي أطلقتها في أعقاب انفجار مرفأ بيروت، وتفاقم الأزمة المعيشية وجائحة كوفيد19 في البلاد.
كما يلبي مهنا مجموعة من الدعوات التي وجهت له من شركاء وجمعيات صديقة لتفعيل العمل وتوحيد الجهود باتجاه القضايا المحقة للفئات الشعبية حول العالم، حيث ستكون له مداخلات يتحدث فيها حول تجربة مؤسسة عامل في خلق نموذج نضالي للعمل مع الناس، قائم على الكرامة الإنسانية والحقوق، ويساهم في عملية التمكين والوقاية لهذه الفئات، مشدداً على ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية للناس ليصبح الحديث عن إقامة العدالة والديمقراطية أمراً منطقياً، فالخبز أولاً ثم تأت الأخلاق والتفلسف والعمل الفكري.