الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
تحليل السلع لليوم عن وائل مكارم، كبير إستراتيجي السوق – منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Exness
أثر قرار أوبك+ لخفض إنتاج النفط بقوة على الأسعار ويمكن أن يغير مسار السوق. تراجع النفط بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مع ارتفاع مخاطر الركود الإقتصادي حول العالم، وقد يستطيع هذا القرار أن يخفف الضغوطات السعرية وربما يعكس الاتجاه ويدعم ارتفاع الأسعار.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت روسيا في وقت سابق عن تخفيضات في الإنتاج، مما أثار مخاوف من عجز السوق من توفير إمدادات كافية. بينما غيرت العقوبات الأوروبية تدفقات السوق ، يظل الإنتاج الروسي مكونا مهما لإمدادات النفط العالمية حيث يستمر في تغذية دول أخرى مثل الصين والهند مع لجوء أوروبا إلى منتجين مختلفين. كما ان في الفترة الأخير كثر الحديث حول صعوبات في تصدير النفط العراقي.
بينما أعلنت منظمة أوبك+ عن تخفيضات كبيرة تتجاوز المليون برميل ، يمكن أن يكون التأثير الحقيقي أقل حيث كان الإنتاج الحالي للعديد من البلدان أقل من الحصص المخصصة السابقة.
على المستوى العالمي ، يمكن أن يكون لارتفاع أسعار النفط تأثيرات أوسع على الأسواق الأخرى لأنها قد تؤثر على جهود البنوك المركزية للسيطرة على التضخم. في حين أن بعض البلدان بدأت في رؤية تراجع في التضخم ، فإن ارتفاع أسعار النفط قد يكون ضارا في هذا الصدد ويؤدي إلى زيادة في تكاليف الإنتاج وأسعار المستهلكات.
من المحتمل أن يدفع ارتفاع في التضخم البنوك المركزية نحو المزيد من التشديد في السياسة النقدية بينما كان المستثمرون ينتظرون انحسار موجة التشديد خاصة بعد ازمة القطاع المصرفي. يمكن أن تؤثر أسعار الفائدة المرتفعة أكثر بدورها على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.
في هذا الصدد ، يمكن للمتداولين تحويل انتباههم إلى مستويات الطلب مع تعافي الاقتصاد الصيني بعد إعادة فتحه على الرغم من بعض البيانات المتضاربة عن النشاط الصناعي. قد تؤدي مستويات تصنيع أقل من المتوقع في الصين إلى انخفاض الطلب على النفط وتقليل تأثيرات قرار أوبك إلى حد ما.
ومع ذلك ، قد تشهد أسواق النفط تقلبات قوية في الأيام المقبلة حيث يراقب المتداولون التغيرات الحقيقية في مستويات الإنتاج والطلب على نطاق عالمي وكذلك ردود فعل حكومات الدول المستوردة للنفط.
