شحنة الأرز المسرطن والقمح العفن: وجه لبنان الأسود

من تاجر وشركة تستورد 24 طنا من األرز المسرطن وتبيعها في األسواق بالرغم من قرار الحجز الذي قررته السلطات، إلى شحنة 4506 طنا من القمح العفن التي أفتى قاض بأنها صالحة خبزا للبنانيين. في الحالتين كان من المفترض أن يكون المجرم اآلن في السجن يخضع للتحقيق والمحاسبة، لكن المجرم تصرف وكأنه ال وجود لدولة ومحاسبة في لبنان، وانتهى به الأمر الى الإفلات من القانون والمحاسبة والى الخروج الى الحرية بدون عناء.
إنها بكل بساطة دعوة لكل من يريد السرقة أو رمي زبالته ان ي شرفنا إلى لبنان.
قضية بيع واستهلاك آلاف أطنان الارز المسرطن والقمح العفن، الذي كشفتها جريدة الأخبار، ليست عمال فرديا استثنائيا بل هي واحدة من آلاف بل ملايين العمليات التي برع القطاع الخاص والقطاع العام في تمريرها عبر شبكات الفساد المنتشرة منذ تأسيس الكيان، والتي يدفع ثمنها سكان لبنان من مالهم ومن صحتهم جيال بعد جيل.
جمعية المستهلك واجهت منذ أكثر من 25 عاما هذه المسألة واقترحت حلولا كثيرة وكانت في أساس إخراج قانون سلامة الغذاء الى النور عام 2015 اضافة لتدريب عشرات البلديات ومساعدة الصناعات الوطنية في تحسين اوضاعها، لكن انحراف السلطة التنفيذية والنيابية والقضائية وفساد أكثر مسؤوليها عطل أية امكانية اصالح في البلاد وحماية أمن السكان الصحي والجسدي .
الجمعية اتجهت منذ اللحظات الأولى لنشر المعلومات حول هذه القضية للتحضير، مع مجموعة من المحامين الأصدقاء، الى اتخاذ صفة الإدعاء الشخصي على الشركات المسؤولة عن جريمة تسميم آلاف المواطنين، عن سابق تصور وتصميم، لكي ينالوا العقاب القانوني الصحيح. لكننا ندعو ما تبقى من سلطات قضائية وتنفيذية، خاصة وزارة الزراعة، ووزارة الاقتصاد والتجارة الصحة الى الكشف عن اسم التاجر والشركة وتعقب المتاجر التي وزع عليها هذا الأرز لسحب الكمية المتبقية في حال وجودها، وحظر الماركة والإعلان عنها لأنها حق وواجب على السلطات التنفيذية والقضائية ، كما ينص قانون حماية المستهلك، لكي نحمي ما تبقى من صحة المستهلك.
في نفس الوقت تتوجه الجمعية الى عموم المستهلكين على الأراضي اللبنانية لكي يراقبوا كافة انواع الحبوب والمكسرات والبهارات التي يشترونها أو تلك الموجودة لديهم لمراقبة سلامتها وفق التوجيهات التالية:

  • حفظ كافة المواد الغذائية في مكان بارد وجاف ومعتم ما أمكن.
  • تاريخ الصلاحية المكتوب على السلعة ليس موثوق بالضرورة، وقد وصلت الجمعية مئات الشكاوى التي تؤكد تزوير او تمديد التواريخ بما يخدم مصلحة التاجر. لذا وجب على المستهلك مراقبة وجود حشرات او ترسبات ناعمة في القعر تشير الى نشاط هذه الحشرات. كذلك مراقبة رائحة المنتج او طعمه فإذا كان عطنا أو عفن او وجود أي شيئ غريب فيه، فهذا ي دل على وجود فطريات سامة ومسرطنة. وهنا نطلب من المستهلك التحرك فورا مع السلعة إذا كان قد اشتراها منذ فترة قليلة، وتصوير مدة الصلاحية والذهاب الى التاجر وطلب استرداد ماله ولو
    كان بضع ليرات للضغط عليه وتهديده بنشر المعلومات والشكوى. ثم ارسال الشكوى الى جمعية المستهلك على الرقم .01750650 وفي حال مرور أكثر من عشرة أيام على الشراء او التخزين في مكان حار و رطب ومكشوف ووجود حشرات او رائحة او طعم عطن )مكسرات مثال او بهارات( من الضروري التخلص من هذه المواد وعدم أكلها لأن خطرها السرطاني كبير.
    للأسف الشديد فشل اللبنانيون، بعد مائة عام، في بناء كيان أمن ومستقل وسيد ولم يعد امامهم الا اعادة النظر في معتقداتهم السياسية والاجتماعية القاتلة التي اوصلتنا الى الدرك االسفل من الدول.

بيروت في 6-3-2024
جمعية المستهلك – لبنان

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الذهب يتداول بحذر اليوم مع ترقب لجلمة أرقام سوق العمل الأسبوع المقبل ومخرجات مفاوضات غزة

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com يشهد الذهب تحركات محدودة اليوم قياساً مع ...

“جوائز أبوظبي البحرية” تستقبل أكثر من 120 طلب مشاركة

ارتفاع نسبة المشاركة في النسخة الثانية من الجوائز بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بنسخة العام ...

الأسهم الإماراتية تنهي تداولاتها على ارتفاع رغم الضبابية

تحليل الأسواق لليوم عن أحمد نجم، رئيس قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com ...