بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
ترتفع البيتكوين على نحو طفيف لليوم الثاني فيما لا تزال عالقة ما دون مستوى 85,000 دولاراً. العملات المشفرة البديلة ترتفع اليوم أيضاً مثل الايثريوم وسولانا بأكثر من 2% أيضاً في ذروة الارتفاعات.
مكاسب البيتكوين والعملات المشفرة تأتي الإشارات الظاهرة حول إمكاني خفض حدة التصعيد التجاري ما بين الولايات المتحدة ودول العالم وذلك مع بدء المفاوضات مع اليابان.
ساهم هذا في الارتفاعات في أسواق الأسهم الآسيوية وافتتاح إيجابي للأسهم الأوروبية وكذلك ارتفاع العقود الأجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية – بما يقد يبشر بافتتاح إيجابي لجلسة نيويورك.
في المقابل، هذا الانتعاش في للبيتكوين يأتي وسط علامات كامنة حول إمكانية تصعيد أكبر للصراع التجاري مع الصين ويأتي ممزوجاً مع ضعف شهية المخاطر لدى المستثمرين والمتداولين، مما قد يوحي بأن أي اتجاه صاعد قد لن يدوم مطولاً.
فعلى الجانب التجاري، كان قد صرح دونالد ترامب بإحراز تقدم كبير بعد بداية المفاوضات مع الوفد الياباني بما يخص الشروط التجارية. هذه المفاوضات هي الأول من نوعها بعد الإعلان عن التعرفات الجمركية واسعة النطاق قبل أسبوعين. في حين تسارع وتيرة زخم تسوية صراع التعرفات مع دول العالم من شأنه أن يخفض المخاوف حول الحرب التجارية العالمية.
إلا أن العثرة الأكبر تكمن في تسوية الصراع مع الصين والذي لا يبدو أنه يتجه سوا للتصعيد بما قد يصل لأبعد من حرب التعرفات وهذا ما قد يبقي الأسواق بحالة من الحذر الشديد. حيث لا تسعى إدارة ترامب فقط إلى خفض العجز التجاري مع الصين، وإنما تسعى أيضاً لحشد دول أخرى حولها ضدها أيضاً فبحسب وول ستريت جورنال، تستخدم الولايات المتحدة التعرفات الجمركية كأداة لل ضغط على الشركاء التجاريين للحد من تعاملهم مع الصين. وذلك عبر منع تدفق السلع الصينية إلى الولايات المتحدة عبر أراضيهم والامتناع عن شراء السلع الصناعية الصينية الرخيصة. كما تتضمن الخطة إمكانية إلغاء إدراج الأسهم الصينية في الولايات المتحدة.
هذا يأتي في الوقت الذي ستجد الصين صعوبة في تعميق شراكاتها مع الدول تلك لحصار الولايات المتحدة التي تسعى للعكس، وذلك ممارسات الصين التجارية التي قد تراها الدول الأخرى عير عادلة إضافة إلى ضعف حماية حقوق الملكية الفكرية والتحيز إلى روسيا في إطار الحرب في أوكرانيا وفق وول ستريت جورنال في تقرير آخر.
بهذا، فإذا وجدت الصين نفسها محاصرة – تذكر أن الصين تعتمد على صادراتها لدفع النمو – واستمر تصعيد ترامب سواء عبر التعرفات القيود غير المباشرة الأخرى من الأطراف الثالثة، فإنها قد تلجئ إلى قنوات ضغط أكثر تأثير للإضرار بمصالح الولايات المتحدة. على سبيل المثال، يرى ماكس بوت في مقال للرأي في واشنطن بوست بأن إمكانية شن الصين هجمات سيبرانية حقيقي للغاية في إطار هذا التصعيد المتسارع. هذا بدوره قد يكون خطوة إضافية لإخراج الصراع عن السيطرة ليصل إلى ما بعد حرب التعرفات.
حتى بدون خرج الصراع عن السيطرة، فإن التعرفات بذاتها تثير المخاوف باستمرار حول تأجيج التضخم وخفض النمو أو حتى انكماشه في الولايات المتحدة. هذا ما ذكر به رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأمس عندما حذر بأن التعرفات قد تعود على المستهلك بارتفاع الأسعار وعلى الاقتصاد بارتفاع البطالة.
مع أخذ هذه المخاوف بعين الاعتبار ووسط غياب العلامات على خفض التصعيد والتخبط المستمر لدى ترامب ي اتخاذ القرار، لا تجد البيتكوين شهية كافية من المستثمرين لإنعاش الاتجاه الصاعد.
حيث لم تعد تستطيع صناديق البيتكوين الفورية إضافة صافي تدفقات موجبة على نحو متسق خلال الأسابيع الأخيرة وتستمر في تسجيل التدفقات الخارجة الضخمة. كما أنها تتجه إلى تسجيل ثالث أسبوع على التوالي من صافي التدفقات السلبية. فمنذ بداية الأسبوع حتى الأمس سجلت الصناديق تدفقات خارجة بأكثر من 90 مليون دولار وسجل الأسبوعين الفائتين خروج ما مجموعه قرابة 900 مليون دولار، وفق أرقام SoSo Value.
سوق العقود الآجلة –الذي عادة ما يقود الزخم قصير الأجل – يظهر علامات على المعنويات الضعيفة أيضاً. وفقاً لأرقام CoinGlass، يستمر معدل التمويل للعقود الأجلة المرجح بالمراكز المفتوحة في التراجع وانحدر في الساعات الأخيرة إلى ما دون الصفر وهذا يأتي بالتزامن مع ارتفاع الأسعار اليوم والأمس. هذا قد يوحي بضعف شهية المتداولين لتمويل مراكزهم الشرائية بالرافعة المالية تجنباً للمخاطر. عادة ما يتلوا الانعكاس لمعدل التمويل اتجاهاً جانبي أو هابط للأسعار.
عليه، أعتقد أن ارتفاع البيتكوين اليوم قد ينعكس قريباً ما لم نشهد تغييراً في أساسيات السوق بما قد يدعم عودة شهية المخاطر وينعش الاتجاه الصاعد مجدداً.