تحليل الأسواق عن احمد عسيري، استراتيجي الابحاث في Pepperstone
ارتفع خام برنت بنسبة 7% مقارنة بالمستويات المتدنية التي سجلها مطلع هذا الأسبوع، والتي تأثرت بإعلان أوبك+ المفاجئ عن نيته زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يونيو – وهي زيادة تُعدّ ثلاثة أضعاف الكمية المجدولة سابقًا.هذه الخطوة غير المتوقعة كشفت عن تصدعات داخل التحالف الذي تقوده السعودية، حيث يستمر بعض الأعضاء في تجاوز حصصهم الإنتاجية، مما أثار امتعاض العضو الذي يمتلك أكبر طاقة إنتاجية فائضة ويقوم بخفض طوعي للإنتاج. ومع ذلك، تمكن السوق من استيعاب هذه الصدمة خلال 72 ساعة الماضية، ليتم تداول برنت حاليًا بالقرب من 64 دولارًا للبرميل، مرتفعًا من نطاق اعلى الخمسينات، بدعم من تفاؤل حذر من جانب الطلب وتحسن نسبي في المعنويات على خلفية المفاوضات التجارية رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى الاتفاق الإطاري للتجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.تأتي هذه الزيادة في الإنتاج قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية، وهي زيارة من المرجّح أن تُبرز اهتمام الإدارة الأمريكية في الحفاظ على أسعار النفط عند مستويات منخفضة. هذا التقاطع في المصالح، وإن كان على الأرجح مؤقتًا، سيُعزز من ازدهار الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن والرياض التي تمتد لتسعة عقود، خصوصًا عند الأخذ في الاعتبار أن السعودية تستهلك يوميًا نحو ثلاثة ملايين برميل من النفط لتوليد الكهرباء – وهي كمية تفوق إجمالي استهلاك اليابان من النفط، في ظل غياب المحطات النووية، وهو مجال تتفوق فيه الولايات المتحدة تكنولوجيًا.
صفقة محطات نووية مع الولايات المتحدة، تمثل للسعودية مكسبًا استراتيجيًا بعيد المدى يفوق بأهميته أي خلاف مرحلي داخل أوبك+ بشأن الحصص.