العملات المشفرة قد تستعد للمزيد من المكاسب مع تنامي شهية المخاطر في السوق

بقلم سامر حسن، كبير محللي الأسواق في XS.com

تميل البيتكوين إلى الثبات اليوم بعد يومين من التراجع الذي جاء تصحيحاً للمكاسب التي قادت الأسعار إلى أعلى المستويات منذ يناير الفائت.

العودة المحتملة للاتجاه الصاعد للعملات المشفرة يأتي مع انحسار المخاوف على نحو مستمر بشأن الحرب التجارية ومسار الاقتصاد الأمريكي بما يساهم في إعادة تغذية شهية المخاطر الضرورية للإبقاء على الاتجاه الصاعد لفئات الأكثر خطورة.

بدأت هذه السردية تطفو على السطح منذ أن شرع دونالد ترامب بخفض تصعيد الحرب التجارية ووصولاً إلى الإعلان الأمس عن تعليق التعرفات الجمركية الهائلة المتبادلة ما بين الولايات المتحدة والصين. إعلان “التهدئة التجارية” هو ما كانت تنتظره الأسواق بعد الإشارات والتصريحات حول خفض التصعيد والتي بدأت تحرج منذ أكثر من أسبوعين، وهي قد تمهد الطريق نحو اتفاق تجاري موسع من شأنه أن يبدد حالة عدم اليقين السائدة.

دفع الاتفاق الأمس غولدمان ساكس إلى خفض احتمالية وقوع اقتصاد الولايات المتحدة في الركود من 45% إلى 35% علاوة على رفع توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 0.5% إلى 1% للعام 2025.

ومنذ بداية خفض التصعيد كانت الأسواق قد بدأت تتعافى بسرعة وكانت المخاوف بانحسار مستمر. فبعد أن بلغ مؤشر الخوف VIX مستويات بالقرب من تلك التي سجلها في الأزمة المالية العالمية في العام 2008 بعد تصاعد التوتر التجارية، انخفض الأمس إلى أدنى مستوى له منذ مارس – بذلك يكون قد محى كافة الارتفاعات التي تلت “يوم التحرير” في أوائل أبريل. كما سجل مؤشر ناسداك 100 الأمس ثاني أكبر مكسب يومي له منذ بداية العام، مرتفعاً بأكثر من 4%. هذه الاتجاهات من كلا المؤشرين تدل على المعنويات المرتفعة للمستثمرين تجاه تقبل المزيد من المخاطر.

كما أن المؤشرات داخل سوق العملات المشفرة لا تزال تشير إلى قوة الاتجاه الصاعد. حيث لا يزال معدل التمويل المرجح بالمراكز المفتوحة للعقود الأجلة بالقرب من أعلى مستوياته هذا العام، وفق أرقام CoinGlass، وذلك في إشارة إلى الاتجاه المتزايد لمراكمة المراكز الشرائية من قبل المضاربين.

كما يستمر المستخدمون في ضخ أموالهم إلى البروتوكولات المبنية على شبكات العملات المشفرة يصل إجمالي القيمة المغلقة (TVL) في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى قرابة 119 مليار دولاراً بما يمثل أعلى المستويات منذ يناير الفائت، وفق أرقام DeFiLlama. في حين تستحوذ الايثريوم وطبقاتها الثانية (L2) على النصيب الأكبر من هذه الأموال وذلك بأكثر من 70 مليار دولاراً. حلول الطبقات الثانية تشهد نشاطاً متسارعاً مؤخراً، حيث سجلت الأمس تلك الشبكات استهلاك مستوى قياسي جديد من حجم استهلاك وحدات “الغاز” –المستخدمة لدفع تكاليف المعاملات – عند قرابة 75 مليون وحدة غاز في الثانية، في حين استحوذت الطبقة الثانية Base على قرابة نصف تلك الحصيلة.

هذا المزيج من شهية المخاطر المرتفعة والاستخدام والتبني المتزايد لتكنولوجيا العملات المشفرة من شأنه أن يمهد الطريق نحو المزيد من المكاسب طالما بقيت ظروف السوق مواتية ولا تغييم عليها مستويات مرتفعة من عدم اليقين كما كان سائداً في أوقات سابقة هذا العام.