الذهب يستمر في التراجع وسط مناخ عدم التصعيد

بقلم سامر حسن، كبير محللي الأسواق في XS.com

يتراجع الذهب بشكل حاد لليوم الثاني ويسخر أكثر من 1% ويتجه إلى المزيد من أدنى مستوياته منذ أكثر من شهر وذلك مع بلوغه مستوى 3135 دولاراً للأونصة في المعاملات الفورية.

خسائر الذهب تأتي وسط المناخ السائد الذي يتسم بالامتناع عن التصعيد التجاري أو الجيوسياسي وهما العاملان الأكثر أهمية في تغذية مكاسب المعدن الأصفر سابقاً، وفي ذات الوقت عادت المخاوف بشأن ارتفاع التضخم واستمرار التشديد النقدي مطولاً إلى الواجهة. 

بداية المفاوضات التجارية مع الصين والمناخ الإيجابي الذي ساد مع زيارة دونالد ترامب إلى الخليج العربي يبدو أنهما يقودان سردية خفض التصعيد. حيث أدت بداية المفاوضات التجارية مع الصين في وقت سابق في عطلة ناهية الأسبوع إلى افتتاح سلبي للذهب الذي يتجه إلى تسجيل أسوء أسبوع له هذا العام. حيث إن الامتناع عن التصعيد والاتجاه إلى تدريجياً إلى خفض التعرفات الجمركية من شأنه أن يبدد المخاوف حول اتجاه الاقتصاد الأمريكي إلى الانكماش أو تعميق مصاعب الاقتصاد الصيني.

مع ذلك، فإن التعرفات لن تختفي تماماً وبالتالي فإنها قد تترك أثراً قد يضر بالذهب في النهاية: ارتفاع التضخم والتشديد النقدي المطول من قبل الاحتياطي الفيدرالي. حيث لم يتمكن تباطؤ نمو مؤشر أسعار المستهلك غير المتوقع في أبريل من تهدئة المخاوف حول الضغوط التضخمية مستقبلاً. كما أن البيانات حينها لا تشجع الاحتياطي الفيدرالي على تغيير موقفه الحالي المتمثل الانتظار والمراقبة، وفق وول ستريت جورنال.

عليه، لم تعد الأسواق تتوقع خفضاً للمعدلات قبل سبتمبر المقبل بعد أن كانت الأنظار تتجه إلى يونيو ومن ثم يوليو كموعد لاستئناف التخفيف النقدي، وفق أرقام CME FedWatch Tool.

هذه المخاوف حول التضخم وبقاء المعدلات مرتفعة مطولاً ساهما في ارتفاع عوائد سندات الخزانة قصيرة وطويلة الأجل إلى أعلى مستوى منذ أكثر من شهر وهذا ما ساهم، بالتزامن مع اتجاه عدم اليقين في سوق سندات الخزانة إلى الانخفاض، بما أدى إلحاق المزيد بالضرر بالذهب.

حيث بلغ العائد على سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام مستوى 4.458% وهو الأعلى منذ الحادي عشر من أبريل الفائت. كما أن مؤشر ICE BofAML U.S. Bond Market Option Volatility Estimate Index، الذي يقيس الخوف في سوق سندات الخزانة يقع بالقرب من أدنى مستوى له منذ مارس. فيما أن ارتفاع العوائد بالتزامن مع انخفاض المخاوف في هذا السوق يؤدي إلى تشكيل ضغط أكبر للذهب للتراجع – بمعنى آخر، تصبح السندات أكثر جاذبية.

أما على الجانب الجيوسياسي، فإن زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط وإبرام اتفاقيات بمئات مليارات الدولارات إلى الأن والحديث المتكرر منه ومن قادة دول الخليج حول الدفع نحو السلام من شأنه أن يساهم في خفض علاوة المخاطر التي كانت مساهمة في تغذية الذهب منذ قرابة عام ونصف. حيث أن التكامل الاقتصادي المتزايد من بين القطبين الاقتصاديين قد يجعل الولايات المتحدة أكثر التزاماً بالامتناع عن التصعيد في الشرق الأوسط ورفض الدعوات نحو ذلك – هذا ما حدث بالفعل إذا ما نظرنا إلى تطورات الملف الأمريكي- الإيراني-الإسرائيلي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...