بقلم سامر حسن، كبير محللي الأسواق في XS.com
تتراجع العقود الأجلة لمؤشر S&P 500 على نحو ملحوظ بأكثر من 1% في التعاملات الباكرة صباح اليوم ومنذ بداية التداولات الآسيوية.
استعداد الأسهم الأمريكية لبداية أسبوع سلبية يأتي مع تفاقم المخاوف حول المسار الذي يسلكه الاقتصاد الأمريكي وذلك بعد الإشارات التحذيرية المتتالية والتي كان آخرها تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل Moody’s.
حيث قد نزعت الوكالة المرتبة Aaa لتصنيف الجدارة الائتمانية للولايات المتحدة وخفضته إلى Aa1 لكن مع نظرة مستقبلية مستقرة. كان هذا على ضوء مخاوف الوكالة حول استدامة العجز الحكومي في حين أنها لا ترى إجراءات جوهرية ملموسة لعكس اتجاهه من قبل الإدارة أو المشرعين.
حتى وإن لن يعني خفض التصنيف هذا أن الاقتصاد سيتجه نحو الاسوء – ذلك أنه قد سبقه خفض للتنصيف من قبل Fitch و S&P Global Ratings – لكنه قد يترجم عبر اتجاه تكاليف الاقتراض لتبقى مرتفعة، وهذا ما قد يبقي سوق الأسهم أقل مرونة في واجهة الصدمات وأكثر تقلباً.
كما أن خفض التصنيف هذا يأتي مع المخاوف المتزايد أصلاً حول متانة الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل وهذا ما ساهم، إضافة إلى التوقعات بارتفاع التضخم بفعل التعرفات الجمركية، بدفع عوائد سندات الخزانة طويلة الأجل إلى الارتفاع بوتيرة أسرع على نحو ملحوظ من تلك الأقصر أجلاً.
حيث عاد الفرق ما بين سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام وعامين إلى الارتفاع مجدداً اليوم وبلغ أعلى مستوى له منذ بداية مايو الجاري عند 0.53% وهذا ما يقع بالقرب من أعلى مستوى منذ العام 2022.
كما أن المخاطر الصعودية للتضخم لا تزال تبقي الاحتياطي الفيدرالي حذراً بشأن خفض سعر الفائدة هذا العام وهذا ما لا يساعد الأسهم على الانتعاش أيضاً. وفق أرقام CME FedWatch Tool، فمن غير المتوقع أن يقوم الفيدرالي بخفض المعدلات قبل سبتمبر المقبل.
على الجانب الإيجابي في هذه السردية السلبية، أعتقد أن دونالد ترامب وإدارته سيكونون أكثر حذراً وأقل تسرّعاً في اتخاذ قرارات السياسة خصوصاً في الملفات التي من شأنه أن تقود الاتجاهات في سوقي الأسهم والسندات – كالسياسة التجارية. حيث شهدنا سابقاً أن ترامب قام بالاتجاه إلى خفض التصعيد التجاري بعد الإشارات التحذيرية التي خرجت من سوق السندات، وأما الأن فقد باتت الأسواق أكثر هشاشة بعد خفض التصنيف الائتماني.