بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com
يواصل الذهب انتعاشه لليوم الثالث على التوالي مستعيداً مستوى 3340 دولاراً للأونصة في المعاملات الفورية الباكرة من يوم الجمعة.
انتعاش الذهب يأتي بالتزامن مع تجدد التصعيد التجاري وهذه المرة مع تهديد الولايات المتحدة بفرض تعرفات ضخمة على كندا والمكسيك، وهو ما قد أضعف المعنويات حول إمكانية التوصل إلى اتفاقات تنهي الحرب التجارية مع العالم.
تهديدات ترامب بفرض تعرفات ضخمة لا تتوقف تقريباً وقد لا تلقى استجابة مطولة في السوق نظراً لتراجعه عن تهديداته على نحو متكرر. إلا أنه تسود المخاوف حول عدم إمكانية توصل إلى اتفاق ما بين كندا والولايات المتحدة يقضي بإزالة كافة التعرفات وبأنه من الآمن افتراض أن دونالد ترامب قد يتراجع عن تهديده، وفق ما نقلته وول ستريت جورنال عن تحذيرات من خبراء.
أما بما يخص البرازيل، فإن الأمور تبدو أكثر تعقيداً. حيث قد يميل البلد العضو في منظمة BRICS إلى عدم الانصياع لتهديدات ترامب كما أن الرئيس لولا دا سيلفا قد يختار مسار المواجهة. كما أن البرازيل قادرة على تحمل التعرفات التي ستصل إلى 50% نظراً لمحدودية الاعتماد على الاقتصاد الأمريكي في التصدير، وفق ما تحدث به مساعدون لدا سيلفا للواشنطن بوست.
هذه الأنباء قد تعزز من فرضية الفرض الفعلي للتعرفات في الأول من أغسطس القادم وهذا ما قد يعيد إلى الواجهة مجدداً المخاوف حول تبعات التعرفات على سلامة الاقتصاد الأمريكي – هذا كله ناهيك عن الحديث عن المفاوضات مع الصين.
أجد تلك التبعات هو تشجيع الفيدرالي على التمسك بمعدلات الفائدة عن مستوياتها المرتفعة نسبياً. فلو تم التوصل إلى اتفاقات لكان الفيدرالي مقتنعاً بأن التضخم سيسير بالفعل إلى مستهدفته وبالتالي سيستأنف خفضه للمعدلات. إلا أن عدم اليقين لدى الفيدرالي فيما إذا كان للتعرفات أثر مؤقت أو مطول في التضخم يشجعه على التمسك بموقفه. كما أن انعكاس أثر التعرفات في التضخم قد يستغرق أشهراً للتبلور في البيانات، وهذا ما يقلل من فرص تخفيض لسعر الفائدة هذا العام.
حتى إن قرر الفيدرالي بأنه قد حان الوقت للخفض، فإنه يرى بأن المعدلات الحالية لا تبعد كثير عن النطاق المحايد، وفق ما ظهر في محضر اجتماع يونيو للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
هذه الآفاق المتشدد للسياسة النقدية من شأنه أن يضغط على النمو الاقتصادي ويساهم في منعه في استعادة نموه، وهذا بدوره ما قد يبقي على جاذبية المعدن الأصفر.
كان لفرضية بقاء المعدلات مرفتعة مطولاً أن يكون ضاراً بالذهب وذلك عبر ارتفاع عوائد السندات. إلا أننا نجد أن العلاقة الخطية ما بين سعر الذهب وعوائد سندات الخزانة لأجل عشرة أعوام تحولت إلى النطاق الإيجابي مجدداً منذ يونيو الفائت. بمعنى آخر، يمكن القول بأن الموجات البيعية على سندات الخزانة قد تساهم وإن على نحو ليس بضخم في تغذية الطلب على الذهب – حيث يقع معامل الارتباط بالقرب من 50%.
أما في الشرق الأوسط، فإن التوتر قد يتجه إلى التصاعد مجدداً بما قد يوقظ المخاوف مجدداً على سلامة إمدادات الطاقة العالمية بما قد يعطي بعضاً من الدفع، وإن كان مؤقتاً، للملاذ الآمن. حيث باتت إسرائيل على علم بأن جزء من مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب قد نجى من الضربات الأمريكية والإسرائيلية، وفق نيويورك تايمز.
هذا من شأنه أن يعزز من المخاوف حول إحتمالية عودة الحرب – والتي أعتقد أنها ستعود بالفعل. كما يتزامن هذا مع تصاعد استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر من قبل الحوثيين في اليمن. لكن في كل الأحوال، قد يبقى هذا التصعيد محدوداً في تأثيره في السوق طالما بقية منشآت التصدير الإيرانية سليمة ومضيق هرمز مفتوحاً أما حركة ناقلات النفط – هذا ما حدث في الجولة السابقة وانعكس سلباً في سعر الذهب والنفط في النهاية.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية