بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com
ترتفع العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بقرابة 0.3% في حين لامست مستوى قياسي جديد اليوم. عقود مؤشر ناسداك أيضاً ترتفع بقرابة 0.5% لتبلغ قمم قياسية جديدة أيضاً.
استعدادا الأسهم الأمريكية للانطلاق نحو المزيد من القمم يأتي مع ترقب جملة من البيانات شديدة الأهمية التي يستضيفها هذا الأسبوع. في حين أن هذا الاندفاع يعكس رهان المستثمرين على مرونة الاقتصاد الأمريكية وشركاته في مواجهة عدم اليقين السائد تجاه ملفات الحرب التجارية والسياسة النقدية.
هذا يأتي في الوقت الذي تترقب السوق تطورات المفاوضات التجارية وذلك وسط تصاعد التهديدات والتهديدات المضادة. فبعد تهديد ترامب الاتحاد الأوروبي بالتعرفات، يستعد الأخير لإعداد قائمة بالواردات الأميركية التي ستواجه تعرفات انتقامية. في حين تساهم التجارة مع الاتحاد الأوروبي ما نسبته 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بينما التجارة مع الصين لا تمثل سوا 2.2%، وفق مكتب التحليل الاقتصادي. كما أن التجارة البينية بين العملاقين الاقتصاديين تقترب من 10 تريليون دولار، وفق بيانات غرفة التجارة الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي. عليه، فإن حدوث اضطراب في التجارة مع الاتحاد الأوروبي قد يكون ذو عواقب وخيمة على الاقتصاد الأمريكي.
علاوة على ذلك، تنتظر السوق اليوم بيانات مؤشر أسعار المستهلك وكذلك بيانات مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة ومسوحات جامعة ميشيغان في أوقات لاقحة من هذا الأسبوع. فإن تسارع التضخم بوتيرة غير متوقعة وأشارت المسوحات إلى استمرار ضعف معنويات المستهلك والتضخم المرتفعة في العام المقبل، فإن هذا قد يحي مخاوف السوق حول تأجيج التضخم الذي قد ينتج عن التعرفات الجمركية وهذا ما قد يتطلب بدوره من إبقاء معدلا ت الفائدة مرتفعة مطولاً.
فيما يبدو أن السوق تتجاهل التهديدات الأخيرة التي أطلقها ترامب بفرض تعرفات ضخمة على الاتحاد الأوروبي وكندا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية يوليو الجاري. بهذا يبدو أنها تراهن على التوصل إلى اتفاق بالفعل وإن كان باللحظات الأخيرة وقد لن نتجه إلى حرب تعرفات شاملة.
حيث ظل الاقتصاد الأمريكي مرناً بشكل ملحوظ على الرغم من الحرب التجارية التي شنها الرئيس دونالد ترامب، حيث بقي التضخم منخفضاً واستقرت البطالة، وفق نيويورك تايمز. إلا أن الاقتصاديون يحذرون من أن فرض التعرفات، خصوصاً تلك على الاتحاد الأوروبي، قد يترتب عليه عواقب وخيمة كالركود التضخمي كما أن التهديدات المستمرة وعدم اليقين يهددان بإعاقة استثمارات الشركات والتوظيف، وفق التايمز أيضاً.
هذه المرونة التي تظهرها سوق الأسهم يأتي وسط التقييمات المرتفعة نسبياً لمؤشر S&P 500، وهذا ما قد يجعلها أقل قدرة على مواجهة الصدمات وقد تكون المكاسب الأخيرة عرضة للانعكاس إلى خسائر قاسية. حيث تبلغ نسبة السعر إلى ربحية السهم (P/E) أعلى مستوى منذ منتصف العام 2021، وذلك وفق البيانات المقدمة من Multpl.
في حين إن جاءت نتائج الشركات مواتية مظهرةً القدرة على مواجهة عدم اليقين التجاري ومعدلات الفائدة المرتفعة، فإن هذا قد يبرر تلك التقييمات المرتفعة بما قد يفسح المجال أمام المزيد من القمم الجديدة.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية