بحث جديد من تولونا يكشف اعتماد المقيمين في دولة الإمارات على المساعدات الذكية والتوصيات الشخصية في التخطيط لعطلاتهم
· 89% من سكان الامارات يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلاتهم
يجمع المسافرون الإماراتيون بين التكنولوجيا الذكية وتطلعاتهم نحو تجارب أكثر عمقاً وإنسانية أثناء التخطيط لعطلاتهم الصيفية. فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة تولونا العالمية المتخصصة في أبحاث ودراسات المستهلكين أن 89% من المواطنين الإماراتيين يستخدمون اليوم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT وGemini للمساعدة في تنظيم رحلاتهم. كما أظهرت الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي بين عموم سكان الدولة لا يقل قوة، حيث أشار 87% من المقيمين في الإمارات إلى اعتمادهم على هذه الأدوات عند التخطيط للسفر، ما يؤكد تحولها إلى عنصر أساسي ضمن تجربة السفر الحديثة.
ويستخدم سكان الإمارات هذه الأدوات الذكية لأغراض متنوعة تشمل: اقتراح الأنشطة (46%)، الترجمة (42%)، البحث عن أفضل العروض (41%)، استكشاف أماكن محلية مخفية (38%)، الحصول على توصيات لمطاعم (37%)، وتنظيم الجداول الزمنية للرحلات (31%)، وهو ما يعكس مدى مركزية الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل تجربة السفر.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال داني مندونكا، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تولونا: “يبدو أن الذكاء الاصطناعي أصبح المساعد الذكي الذي لا غنى عنه للمسافر الإماراتي اليوم. فهو يرافقه في كل تفاصيل الرحلة، من اكتشاف الجواهر المحلية إلى تنظيم الخطط اليومية والتعامل مع تحديات اللغة. اللافت أن هذا الاعتماد لا يقتصر على الجيل الرقمي فقط، بل يشمل أيضاً الفئات الأكبر سناً، حيث يستخدم نحو 40% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاماً أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث عن عروض وأنشطة وخدمات ترجمة. هذا التحول الذي نرصده اليوم ليس توجهاً مستقبلياً، بل هو واقع ملموس يُعيد صياغة سلوك السفر عبر مختلف الفئات العمرية.”
اما فيما يتعلق باختيار الوجهات السياحية، تُعد السلامة والأمن وجمال الطبيعة في مقدمة الأولويات لدى جميع المسافرين. ومع ذلك، تظهر اختلافات واضحة بين الفئات؛ إذ يولي المواطنون الإماراتيون اهتماماً خاصاً بالتسوق (35%) والطعام (34%)، فيما يذكر 22% فقط زيارة العائلة أو الأصدقاء كدافع أساسي للسفر. وعلى النقيض، يشير 43% من المقيمين إلى أن قضاء الوقت مع العائلة هو السبب الرئيسي للسفر، ما يعكس تقليداً شائعاً بين العديد من الوافدين بالعودة إلى أوطانهم خلال العطل. هذه الاتجاهات تُظهر أن السفر من دولة الإمارات يجمع بين الرغبة في الاستكشاف والحاجة لإعادة التواصل العائلي.
وأضاف مندونكا: “حتى في عصر الرقمنة، تبقى الثقة عنصراً محورياً. فالكثير من المسافرين في الإمارات لا يزالون يفضلون الرجوع إلى العائلة والأصدقاء للحصول على نصائحهم وآرائهم بدلاً من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا ينطبق حتى على الجيل Z،
حيث يفضّل 40% منهم آراء أقاربهم وأصدقائهم على توصيات المؤثرين أو المحتوى الرقمي، الذي لم يحظَ إلا باهتمام 19% فقط من المشاركين في الاستطلاع. هل هذا يعني أن وسائل التواصل الاجتماعي تفقد تأثيرها؟ لا أعتقد ذلك.”
ووفقاً لنتائج الاستطلاع، فإن 60% من المشاركين يخططون للسفر إلى الخارج هذا الصيف، بينما اختار 21% القيام برحلات داخل الدولة. في المقابل، أعرب 15% عن عدم تأكدهم بعد من نية السفر، فيما صرّح 4% فقط بعدم وجود خطط للسفر، ما يشير إلى اتجاه واضح لخوض تجارب صيفية هذا العام.
وبين المواطنين الإماراتيين، تشير التوجهات إلى تفضيل واضح لتجارب السفر الترفيهية حيث تصدّرت السعودية (16%) قائمة الوجهات، تليها المملكة المتحدة (11%) والولايات المتحدة (9%)، ما يعكس مزيجاً من سهولة الوصول والطموح نحو وجهات بعيدة. أما الدوافع الرئيسية لديهم فتتمثل في التسوق (35%)، الطعام (34%)، والطبيعة (33%).
أما المقيمون، فيُظهرون تنوعاً أكبر في نوايا السفر؛ حيث تأتي الهند في المرتبة الأولى (11%) بدفع من الجالية الآسيوية، مع ما يقرب من ربع المشاركين (23%) يخططون للسفر إليها. كما برزت وجهات مثل تركيا (10%)، تايلاند (8%)، اليابان (7%)، والمملكة المتحدة (6%)، ما يشير إلى مزيج من زيارات العودة واهتمام بالسياحة العامة. تعكس هذه الأنماط كيف يستخدم سكان الإمارات من مختلف الثقافات السفر كوسيلة للاسترخاء أو لإعادة الاتصال بالجذور.
وتختلف تفضيلات السفر أيضاً بحسب الفئة العمرية والخلفية الثقافية. حيث تحظى تركيا بشعبية خاصة بين الفئة العمرية 29 إلى 44 عاماً (14%)، بينما يُبدي الشباب بين 18 و28 عاماً اهتماماً أكبر بالوجهات الاستوائية مثل المالديف (11%) وماليزيا (7%). في المقابل، يُفضّل كبار السن وجهات أكثر تقليدية أو سهلة الوصول. أما اليابان، فتجذب الفئات الشابة والمتوسطة (9% و10%)، مقابل اهتمام أقل من الفئة العمرية 45 إلى 60 عاماً (4%). وتبقى الهند ثاني أكثر الوجهات ذكراً عموماً، مع اهتمام أعلى لدى الفئات الأكبر سناً (14%)، ويعود ذلك بشكل كبير إلى سفر الجالية الآسيوية إلى بلدانها خلال العطل.
أما من حيث الإنفاق، فإن غالبية المسافرين الدوليين على استعداد للإنفاق بسخاء على تجاربهم الصيفية؛ حيث يخطط 24% لإنفاق أكثر من 10,000 درهم للفرد، فيما يتوقع 26% إنفاق ما بين 7,500 و10,000 درهم، و21% ما بين 5,000 و7,500 درهم، و22% ما بين 2,500 و5,000 درهم.
ويُبدي المقيمون في الإمارات أيضاً حماساً لاستخدام الأدوات الرقمية لتحسين تجاربهم أثناء السفر، حيث يستخدم 30% من المشاركين شرائح eSIM بشكل منتظم، بينما سبق لـ 19% تجربتها، و26% أبدوا رغبتهم في استخدامها رغم عدم معرفتهم الكاملة بها. فقط 9% صرّحوا بعدم معرفتهم بها نهائياً. أما الفوائد التي أبرزها مستخدمو شرائح eSIM فتشمل: الاتصال الفوري عند الوصول (51%)، تجنّب شراء شرائح محلية (38%)، سهولة التنقّل بين عدة دول (49%)، أسعار أفضل مقارنة بخدمة التجوال (37%)، وإمكانية الحصول على باقات بيانات مسبقة (36%).
واختتم مندونكا قائلاً: “بات المسافر الإماراتي أكثر وعياً، وأكثر اتصالاً، وأكثر توقاً لتجارب تتجاوز السطحية. سواء جذبته ثراء الثقافة، أو جمال الطبيعة، أو راحة الأدوات الذكية، فإن طريقة استكشافه للعالم تتغيّر… والذكاء الاصطناعي يلعب دوراً محورياً في هذه التحوّلات.”
ومع انطلاق موسم الصيف، تقدّم نتائج استطلاع تولونا، صورة واضحة لا عن الوجهات فحسب، بل عن الكيفية التي يُعيد بها المسافرون من دولة الإمارات تشكيل تجربة السفر عبر التكنولوجيا والتخصيص والسعي نحو تجارب ذات مغزى
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية