بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com
تستأنف البيتكوين التراجعات الحادة بعد عطلة نهاية أسبوع هادئة وتهبط بأكثر من 2% وتكافح للتماسك أعلى مستوى 115 ألف دولاراً. العملات المشفرة البديلة تتراجع على نحو أوسع حيث تنخفض الايثريوم بأكثر من 3.5% وXRP بقرابة 4%.
التراجعات الحادة للعملات المشفرة تأتي وسط استمرار خفض درجة الرفع المالي وذلك بعد القمم التي تم تسجيلها الأسبوع الفائت وكان تفاقم المخاوف حول تسارع التضخم في الولايات المتحدة الشرارة التي أطلقت موجة التصحيح العنيفة هذه.
فمنذ الخميس الفائت، تم تصفية أكثر من 1.7 مليار دولار من المراكز الشرائية للعملات المشفرة، وفق بيانات CoinGlass. كما بدأ ينخفض معدل التمويل المرجح بالمراكز المفتوحة لكل من البيتكوين والايثريوم ليبلغ أدنى مستوى له منذ قرابة عشرة أيام وذلك في إشارة إلى استمرار تضاؤل الزخم الصاعد.
بدأت هذه الموجة الهابطة تحديداً في يوم الخميس عند الساعة 12:00 بتوقيت غرينيتش عندما شهدنا تسارع نمو مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة على نحو أشد بكثير من المتوقع. هذا ما أدى إلى تفاقم المخاوف حول تبعات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب. فيما نقلت وول ستريت جورنال عن خبراء بأن تقرير يوم الخميس يوحي بأن المزيد من ارتفاعات الأسعار قد تكون قادمة ومنها ما سيقع على المستهلك وبأن تأثير التعرفات لم يتبلور بالكامل إلى الأن.
على الرغم من أن هذا المؤشر لا يكون عادة حاسم لدرجة القدرة على تغيير مسار سوق بأكمله، إلا أن شدة الرفع المالي وتراكم المشترين قبل البيانات كان قد جعل السوق أكثر هشاشة لمقاومة موجات جني الأرباح والتفاعلات المتسلسلة.
ذلك أن التمركز المتزايد في العملات المشفرة عبر الأدوات ذات الرافعة المالية يزيد من مخاطر التفاعلات المتسلسلة التي تحدث عند حدوث انعطاف حاد في مسار السوق.
ليس هذا النوع من الرفع المالي ما قد يؤرق السوق فحسبـ، بل إن تصاعد موجة اكتناز الشركات للبيتكوين كنموذج أعمال رئيسي يثير القلق حول فقاعة محتملة آخذة في النضوج. عراب هذه الموجة مايكل سايلور رئيس مجلس إدارة شركة استراتيجي الذي تمتلك شركته لوحدها أكثر من 600 ألف بيتكوين بما يمثل قرابة 3% من مجمل أقصى المعروض.
استراتيجية سايلور في هيكلة رأس مال شركته لشراء البيتكوين عبر الأسهم الممتازة ذات العائد العالي تثير قلقاً متزايد حول إحتمالية الفقاعة. حيث يتجه سايلور إلى الاعتماد على إصدار سلسلة من الأسهم الممتازة التي بلغ عائد توزيعات أرباحها 10%. على الرغم من أن توزيعات الأرباح الخيالية هذه ليست إلزامية، إلا أن تراجع الثقة مستقبلاً بالشركة أو حدوث هبوط عميق في سعر البيتكوين قد يترك الشركة في مأزق من شأنها يتسبب بانهيار واسع في السوق في حال لم تستطع الشركة جذب التمويل والسيولة كما في السابق، وفق بلومبرغ.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه الشركات المستثمرين المؤسسين نحو العملات المشفرة، نجد اتجاهاً مستمراً لتضاؤل حصة مستثمري التجزئة. وفق لبيانات IntoTheBlock، فقد تراجعت حيازة مستثمري التجزئة بأكثر من 120 ألف بيتكوين وصولاً إلى ما يقرب من 17.52 مليون وحدة حتى منتصف الشهر الجاري وذلك نزولاً من القمة التي تم تسجيلها الشهر الفائت.
على الرغم ظروف السوق المواتية على الجانب التنظيمي للعملات المشفرة بما يسهل الاستثمار فيها، إلا أن المستثمرين الصغار أصبحوا عرضة لارتفاع التضخم وثقة المتراجعة وسوق العمل المستمر في إظهار علامات الضعف. على سبيل المثال، سلط تقرير في وول ستريت جورنال الضوء على تراجع مشتريات الأفراد للمنازل وضعف قدرتهم للتنقل بحثاً عن فرص عمل جديدة نظراً للتكاليف المرتفعة وضعف الحوافز المقدمة من الشركات. كما ذكر التقرير أن هذا الخفوت في سوق العمل وفرص أمام الأجيال الشابة من شأنه أن يعرض الاقتصاد لمخاطر حقيقة.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية