بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com
ترتفع البيتكوين بقرابة 0.6% فيما لا تزال ما دون مستوى 114 ألف دولاراً في حين تشهد العملات المشفرة البديلة الكبرة ارتفاعات ملحوظة متل الايثريوم التي تنمو بقرابة 3%.
مكاسب العملات المشفرة تأتي في الوقت الذي لا تزال فيه الأسعار تقبع عند مستويات حيوية يتجمع فيها المشترون وقد تتجه السوق للاستفادة من أي علامة إيجابية جوهرية من الجانب الأساسي والتي من شأنها أن تنعش الاتجاه الصاعد مجدداً.
في المقابل، فإن هذه المكاسب المبكرة قد تكون هشة للغاية في حال تجدد الصدمات السلبية – كالتي شهدناها الأسبوع الفائت مع أرقام أسعار المنتجين. أما اليوم، فإن الأنظار تتجه إلى خطاب جيروم باول في جاكسون هول للحديث عن رؤيته للتضخم والمسار المحتمل للسياسة النقدية. هذا علاوة على ترقب المزيد من الإشارات حول توسيع تبني تكنولوجيا العملات المشفرة نظراً لحضور جملة من الشخصيات البارزة في القطاع وأبرزهم ابن الرئيس دونالد ترامب، إيريك.
ففي حال جدد باول نبرته المتشددة للسياسة النقدية فإن هذه المكاسب الهشة قد تنعكس مجدداً إلى خسائر فادحة قد ترسل البيتكوين إلى مستوى 110 ألف دولاراً. وجهة النظرة الفنية تدعم هذه الفرضية أيضاً وذلك وسط سيادة الاتجاه الهابط إلى الأن، حيث إن أساسيات السوق غير المواتية من شأنها أن تسرع الزخم الهابط كما أن المكاسب هذه تم بنائها وسط مستويات منخفضة من السيولة.
حيث لا تزال السوق متخوفة من المخاطر الصعودية للتضخم والتي بدأت تتبلور تباعاً في البيانات. فوفق للتقرير الأولي من S&P Global لمديري المشتريات لأغسطس، فقد ساهم التعرفات الجمركية على نحو رئيس في رفع التكاليف هذا الشهر بأسرع وتيرة منذ مايو الفائت وبثاني أسرع وتيرة منذ يناير من العام 2023. كان هذا في مقابل التوسع الأسرع من المتوقع لأنشطة التصنيع والخدمات وارتفاع معنويات الأعمال لأعلى مستوى في شهرين، إلا أن مخاوف التضخم على ما يبدو طغت على العلامات الإيجابية في التقرير وساهمت باستمرار تراجعات سوق الأسهم والعملات المشفرة الأمس.
على الرغم من حالة الترقب السائدة، إلا أنه يبدو أن سوق العقود الآجلة تحاول استعادة بعض من الزخم الصاعد. بالتزامن مع ارتفاع الأسعار اليوم، فقد تمت إضافة أكثر من مليار دولار من المراكز المفتوحة منذ الأمس، وفق بيانات CoinGlass. كما واصل معدل التمويل المرجح بالمراكز المفتوحة الارتفاع حتى الأمس أيضاً وذلك في إشارة إلى تنامي الدفع الصعودي شيئاً فشيئاً. هذا كان بالتزامن مع هدوء التصفيات الضخمة لمراكز المشترين. عليه، فإن هذا النشاط في سوق العقود الآجلة قد يمهد نحو المزيد من تعافي الأسعار في حال شهدنا علامات إيجابية من باول اليوم.
العكس صحيح أيضاً في حال شدد باول على موقفه المتشدد، حيث ستكون التمركزات الشرائية التي تم بناءه مؤخراً عرضة للتصفية بما قد يمهد الطريق لاستئناف الاتجاه الهابط.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية