البيتكوين تحت ضغط متزايد مع استمرار خفض حدة الرفع المالي وتزايد الحديث عن فقاعة محتملة

بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com

تتماسك البيتكوين قليلاً بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها في الساعات الباكرة من تعاملات اليوم عندما اقتربت من مستوى 108 ألف دولار. كما أن العملات المشفرة البديلة كانت قد تراجعت على نحو أكبر خلال اليوم والأمس الايثريوم التي فقدت 8% من قيمتها الأمس بعد أن بلغت مستوى قياسي مساء يوم الأحد.

تأتي خسائر البيتكوين المتتالية وسط استئناف خفض حدة الرفع المالي في السوق الذي عاد للارتفاع مجدداً عقب مكاسب الجمعة الفائتة.

فوفق بيانات CoinGlass، فقد تم تصفية أكثر من 1.6 مليار دولار من المراكز الشرائية في سوق العقود الآجلة للعملات المشفرة منذ يوم الجمعة وكان للبيتكوين حصة بقرابة 470 مليون دولار من هذه التصفيات.

يبدو أن المكاسب السريعة التي تم تسجيلها يوم الجمعة عقب تصريحات جيروم باول كانت قد دفعت المشترين لمراكمة مراكزهم مجدداً، إلا أن فشل المشترين في الاحتفاظ بالسيطرة كان قد أدى إلى تفاقم الخسائر والتفاعلات المتسلسلة الناجمة عن التصفيات مجدداً. هذا ما قد حدث تقريباً قبل قرابة أسبوعين عندما تم إعلان النتائج الصادمة لأسعار المنتجين في الولايات المتحدة في الوقت الذي كان سوق العملات المشفرة متشبعاً للغاية.

على الرغم من أن الهبوط الحالي يبدو أنه يأتي في إطار التصحيح وذلك وسط أساسيات السوق المواتية، إلى أن البيتكوين دوناً عن غيرها تواجه مخاطر قد تخيم على أذهان مستثمريها.

فبحسب بلومبرغ، فإن تراجع البيتكوين يأني أيضاً وسط تزايد الزخم المحيط حول الايثريوم. فبعد أن تراجعت ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم إلى ما يقرب من 1400 دولاراً، تمكن من استعادة مكاسبها الضائعة من العام 2021 وسجلت قمم جديدة أعلى من مستوى 4900 دولاراً يوم الأحد. أداء الايثريوم المتفوق علاوة على زخم التبني المؤسساتي المحيط بها دفعها إلى تعزيز هيمنتها في سوق العملات المشفرة ككل على حساب العملات الأخرى ومن أبرزهم البيتكوين.

فبعد أن بلغت حصة القيمة السوقية للبيتكوين قرابة 66% في ذروة هذا العام، تراجعت إلى قرابة 60% في الوقت الذي تضاعفت فيه هيمنة الايثريوم من 7% إلى أكثر من 14%.

ETH

المصدر: TradingView

علاوة على ذلك، يتصاعد الحديث عن المخاطر المحيطة بالبيتكوين نتيجة تنامي زخم شركات اكتناز العملة المشفرة الأكبر وذلك بما يهدد بفقاعة محتملة لن تنفجر في وجه عملات الميم والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) وإنما في وجه العملة المشفرة الأولى والأكبر.

فوفق وول ستريت جورنال تواجه الشركات مثل “استراتيجي”، مخاطر جسيمة لاعتماد نموذجها على دفع المستثمرين مبالغ زائدة مقابل البيتكوين، حيث تُتداول الأسهم بعلاوة سعرية تبلغ حوالي 35% مقارنةً بالبيتكوين، وهو أمر يمكن للمستثمرين شراؤه بسعر أرخص بكثير مباشرةً أو من خلال الصناديق المتداولة الفورية. في حين أن هذه الشركات تستطيع الاحتفاظ بالمستثمرين طالما بقي الزخم الصاعد حياً، إلا أن التاريخ يُظهر أن هذه العلاوات تنهار في النهاية، تاركةً المشترين المتأخرين عُرضةً لمخاطر هائلة. في حين يُفاقم استخدام شركة استراتيجي المفرط للرافعة المالية مخاطر الهبوط، وهذا في الوقت الذي أصبحت مشترياتها الضخمة من البيتكوين تؤثر بالفعل على سعر العملة المشفرة، مما يعني أن أي بيع قسري لتغطية الديون قد يُؤدي إلى انخفاضات حادة وفق الصحيفة.

كما شبه نائب رئيس تحرير صحيفة فاينانشال تايمز باتريك جينكينز في مقال للرأي سردية شركات اكتناز البيتكوين بما حصل قبيل الأزمة المالية العالمية في العام 2008 عندما انفجرت فقاعة أوراق التزام الدين المضمونة (CDO).

على الرغم من أن هذه التحذيرات ليست بجديدة إلا أنها تتماشى مع مسار قد يكون مقلقاً لسعري البيتكوين وسهم استراتيجي (MSTR). فعلى الرغم من أساسيات السوق المواتية سواء بالنسبة لسوق الأسهم والعملات المشفرة، إلا أن مضاعف صافي قيمة الأصول (mNAV) أخذ في التراجع على نحو مستمر، أي أن العلاوة التي تمنحها أسهم الشركة للمستثمرين على سعر البيتكوين في اتجاه متراجع على الرغم من ارتفاع الأسعار.

هذا الاتجاه المتراجع إذا استمر إلى حين تلاشي العلاوة من شأنه يضع شركة استراتيجي في مأزق بما يخص تمويل مدفوعات الدين وتوزيعات أرباح الأسهم الممتازة المرتفعة للغاية. ذلك أن الشركة تلجأ إلى طرح الأسهم العادية من حين إلى الآخر لتغطية التزامات التمويل.

فيما أن السيناريو الأسواء يتمثل بتراجع العلاوة إلى الواحد أو أقل وهذا ما لا يعطي الحافز للمستثمرين لشراء السهم عوضاً عن البيتكوين ذاتها أو صناديقها الفورية. في حين أن هذا السيناريو لا يوجد ما يؤكد إمكانية حدوثه إلى الأن إلا أنه من غير المعقول استبعاده وذلك نتيجة تعدد العوامل المحتملة التي قد تتسبب في إشعاله كفقدان الثقة في الشركة أو في سوق الأسهم الأوسع.

 فقدان هذه القدرة على طرح الأسهم العادية قد يجبر الشركة على بيع البيتكوين لمقابلة التزاماتها من الديون ودفع توزيعات الأرباح وإن كانت غير ملزمة للحفاظ قيمة الأسهم الممتازة من الانهيار.  هذا في الوقت الذي تمتلك فيه الشركة أكثر من 630 ألف بيتكوين بما يمثل قرابة 3% من إجمالي المعروض الأقصى. أي بيع من البيتكوين من الشركة قد يشكل الشرارة الأولى للانهيار الأوسع المحتمل.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...