تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
سجلت أسعار النفط ارتفاعًا بأكثر من 2%، مدفوعة بقرار أوبك+ بشأن إبطاء وتيرة زيادة الإنتاج اعتبارًا من أكتوبر 2025. حيث أعلنت المجموعة اعتزامها رفع الإنتاج بنحو 137 ألف برميل يوميًا فقط، وهو مستوى أقل بكثير من توقعات السوق.
يعكس هذا التوجه الحذر، خلافًا للتوقعات، تحولًا جذريًا مقارنة بوتيرة الزيادات الكبيرة التي شهدتها الأشهر الماضية، بما في ذلك زيادات قدرت بحوالي 555 ألف برميل يوميًا في أغسطس وسبتمبر. وقد ساهم هذا التوجه المحافظ في تهدئة المخاوف من فائض معروض محتمل، وأرسل إشارة واضحة للمتداولين بأن منظمة أوبك تولي اهتمامًا خاصًا بالحفاظ على استقرار الأسعار.
في غضون ذلك، لعبت التوترات الجيوسياسية المتجددة دورا كبيرا في تعزيز الزخم الصعودي لأسعار النفط، حيث تسبب الهجوم الروسي الأخير في زيادة احتمالية تعرض روسيا لعقوبات إضافية من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. ومن المرجح أن تستهدف هذه العقوبات صادرات الطاقة الروسية، وهو ما يمنح الأسعار دفعة إضافية، لكنه في الوقت ذاته يثير مخاوف متزايدة بشأن احتمالية حدوث اضطرابات في الإمدادات.
وحول النطرة المستقبلية للأسواق، أعطى الارتفاع الطفيف في أكتوبر بعض المجال الإضافي للمتفائلين، لكن المؤشرات الأساسية لا تزال تكشف عن هشاشة واضحة في السوق. حيث تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يقتصر نمو الطلب في عام 2025 على نحو 680 ألف برميل يوميًا، في حين ترجح إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراكم المخزونات وتراجع سعر خام برنت إلى ما دون 60 دولار للبرميل خلال الربع الرابع من العام نفسه. وفي ضوء ذلك، يبدو أن تحقيق ارتفاع مستدام للأسعار سيعتمد على جدوى تشديد العقوبات ضد روسيا أو تباطؤ أوبك+ في تنفيذ خطط التفكيك أو اتخاذ قرار بخفض الإنتاج
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية