العقود الأجلة للأسهم الأمريكية ترتفع مع ترقب قرار الفيدرالي والمحادثات التجارية

بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com

ارتفعت العقود الأجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.17% وعقود مؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.13%، بعد أن سجّل كلا المؤشرين مستويات قياسية يوم الجمعة الماضي.

تتجه العقود الآجلة للأسهم نحو الصعود في التداولات المبكرة، مدفوعة بتنامي الترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع. ويعكس هذا الزخم توقعات بمزيد من التيسير القادم للسياسة النقدية، وهو ما يعزز استمرار شهية المخاطرة عبر مختلف فئات الأصول.

وعلى الرغم من تزايد القلق بشأن ضعف سوق العمل وتكاليف الرسوم الجمركية، فإن المستثمرين يراهنون على أن خفض سعر الفائدة والحوافز الضريبية ستحفّز موجة جديدة من النمو الاقتصادي وأرباح الشركات وفق ما تحدث به وول ستريت جورنال. هذا التفاؤل دفع المؤشرات الرئيسية، وأسهم التكنولوجيا عالية المخاطر، والأسهم المضاربية، وحتى الأصول البديلة كالذهب إلى قمم جديدة.

كما سيتجه الاهتمام إلى مخطط النقاط (dot-plot) المحدث للفيدرالي ولغة جيروم باول في مؤتمره الصحفي. وقال ديفيد ميركل، كبير الاقتصاديين الأميركيين في غولدمان ساكس، إن السؤال الجوهري لاجتماع سبتمبر هو ما إذا كان صناع القرار سيُلمحون إلى سلسلة متتالية من التخفيضات، بحسب ما نقلته رويترز. وأضاف أن الفيدرالي قد يعترف بضعف سوق العمل، لكنه قد يتجنب الإشارة إلى خفض في أكتوبر. ويعني ذلك أن رسائل باول قد تكون مؤثرة في الأسواق بقدر أهمية قرار الفائدة ذاته.

البيانات الأخيرة تعكس مأزق الفيدرالي. فقد ارتفعت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 2.9% على أساس سنوي في أغسطس، مقارنة بـ2.7% في يوليو، لتظل فوق هدف البنك المركزي البالغ 2%. وفي الوقت نفسه، يزداد ضعف سوق العمل وضوحاً، إذ قفزت طلبات إعانة البطالة الأسبوع الماضي إلى 263,000، وهو المستوى الأعلى منذ أكتوبر 2021 وبفارق كبير عن التوقعات.

هذا المزيج من التضخم المستمر وارتفاع في طلبات إعانة البطالة يوسع الجدل حول مدى جرأة الفيدرالي في التيسير، فيما يرى المتداولون أن دعم التوظيف حالياً أكثر أهمية من المخاطر المرتبطة باستمرار التضخم فوق المستهدف.

تسعّر سوق العقود الآجلة في الوقت الراهن لصالح سياسة نقدية تيسيري من الفيدرالي، إذ يُنظر إلى خفض بواقع 25 نقطة أساس هذا الأسبوع على أنه شبه محسوم. علاوة على ذلك، يراهن المتداولون على دورة وتير أسرع لخفض المعدلات، مع احتمال يفوق 70% بأن ينفذ البنك خفضاً بمقدار 75 نقطة أساس قبل نهاية العام، وفق CME FedWatch Tool.

أما على صعيد البيانات، سيكون تقرير مبيعات التجزئة هذا الأسبوع محورياً في تشكيل التوقعات، إذ يُتوقع أن يتباطأ النمو الرئيسي إلى 0.2% من 0.5% على أساس شهري، بينما يُرجح أن ترتفع القراءة الأساسية إلى 0.4% من 0.3%. وأي مفاجأة في قوة البيانات قد تعقّد سردية التيسير النقدي، لاسيما في ظل تسارع وتيرة التضخم.

وعلى الجانب الجيوسياسي، تعود المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين هذا الأسبوع في مدريد، حيث برز ملف “تيك توك” كاختبار محوري. وذكرت وول ستريت جورنال أن بكين تحاول استخدام احتمال زيارة ترامب إلى العاصمة الصينية كورقة ضغط دبلوماسية، بينما تطالب واشنطن بتنازلات ملموسة، تشمل إجبار “تيك توك” على بيع نشاطه في الولايات المتحدة، والحد من المواد الكيميائية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل، وزيادة واردات المنتجات الزراعية الأميركية. أما الصين فقاومت، رافضة التخلي عن خوارزمية “تيك توك”، ومستخدمة قيود التصدير للحفاظ على قوة تفاوضية أكبر.

ويرى محللون أن شي جين بينغ يتبنى استراتيجية مفاوضات طويلة الأمد تهدف إلى تقليص التنازلات قدر الإمكان، مع احتواء الضغوط الأميركية.

بالنسبة الأسواق، فإن نتائج هذه المحادثات ستكون ذات تأثير كبير. فحدوث انفراجة قد يخفف من حالة عدم اليقين التجاري ويدعم أسواق الأسهم التي تسعّر بالفعل في صالح تيسير قوي من الفيدرالي، مما قد يجعل خفضاً بمقدار نقطة مئوية كاملة أو أكثر خلال هذا العام احتمالاً وارداً.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...