الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية
بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com
صححت بتكوين بشكل طفيف بنسبة 0.1% بعد مكاسب الأمس التي دفعت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في شهر، بالقرب من 118000 دولار.
فيما قد تعزز الزخم الصاعد بفضل تحوّل الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً، إضافةً إلى ميل سوق العقود الآجلة نحو التمركز على الجانب الشرائي، حيث فشل البائعون حتى الآن في فرض موجة جديدة من تصفيات مراكز الشراء لوقف السوق الصاعد. فمع إقدام الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء وتلميحه إلى المزيد من الخفض في المرحلة المقبلة، امتدت شهية المخاطرة لتشمل الأصول الرقمية، مما زاد من قوة الاتجاه الصاعد.
بحسب أرقما Tool CME FedWatch، فإن احتمال إقدام الفيدرالي على خفض إضافي بمقدار تراكمي يبلغ 50 نقطة أساس قبل نهاية العام وصل الآن إلى 80%، وهو ما يعزز الفرضيات المتفائلة بشأن العملات المشفرة.
وقد انعكست شهية المخاطرة المتزايدة على الأسهم الأميركية، حيث سجّل كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 وداو جونز وراسل 2000 إغلاقات قياسية متزامنة للمرة الأولى منذ عام 2021. فيما ينظر إلى خفض سعر الفائدة على أنه ليس بدافع تجنب الركود بطبيعته، وهو ما ساعد في الحفاظ على التفاؤل، وإن ظلت المخاوف قائمة بشأن تقييمات مبالغ فيها في أسهم التكنولوجيا، وفقاً لمحلل فيSentimenTrader نقلت عنه بلومبرغ.
أسواق العملات المشفرة عكست بدورها هذا التفاؤل. ووفقاً لبيانات Coinglass، استعادت المشترون السيطرة للمرة الأولى منذ الأربعاء في سوق العقود الآجلة للبيتكوين على الإطار الزمني للأربع ساعات من حيث نسبة مراكز الشراء إلى البيع، مع تسجيل تصفيات محدودة فقط لمراكز الشراء. هذا النمط يفتح المجال لمزيد من الارتفاعات، بينما سجلت صناديق البيتكوين الفورية المتداولة تدفقات إيجابية جديدة يوم الخميس بعد أن كانت قد شهدت تدفقات سلبية يوم الأربعاء، بحسب Soso Value.
الباحث في العملات المشفرة، أكسل أدلر جونيور، عزز هذا الرأي، مرجحاً بنسبة 70% أن تسجل بتكوين قمماً جديدة استناداً إلى ثلاثة عوامل رئيسية. أولها توازن الظروف الفنية، حيث يقبع مؤشر Short-Term Holder MVRV Z-Score بالقرب من الصفر، بما يشير إلى أن المشترين الجدد ليسوا في حالة خسائر كبيرة ولا يحققون أرباحاً مفرطة، وهو ما يوفر قاعدة مستقرة تاريخياً لموجات صعود لاحقة. ثانياً، هي بنية السوق في العقود الآجلة التي تعكس قوة الطلب واستعداد المتعاملين لدفع علاوة مقابل التعرض المستقبلي للبيتكوين. ثالثاً، التدفقات المؤسسية المستمرة إلى صناديق البيتكوين الفورية، والتي توفر دعماً شرائياً متواصلاً يقلل من احتمالات حدوث تصحيح عميق. وأقرّ أدلر بإمكانية حدوث تراجع قصير الأمد إلى 114000 دولار، لكنه أكد أن الاحتمال الأكبر لا يزال لصالح اختراق قمم جديدة بفضل قوة هذه العوامل.
إلى جانب السياسة النقدية والتدفقات، يشهد جانب التبني المؤسسي هو الآخر تطورات لافتة. فقد وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على طلب من بورصات شيكاغو وناسداك ونيويورك لتبني آلية أسرع لإدراج المنتجات المتداولة في البورصة المدعومة بالسلع المادية مثل البيتكوين والذهب. الإطار الجديد، الذي يقدّم معايير إدراج عامة ويقلّص الوقت اللازم للإفصاحات، من المتوقع أن يسرّع وتيرة إطلاق منتجات مرتبطة بالعملات المشفرة. وبالنسبة للبيتكوين، فإن هذا التحول التنظيمي قد يعزز من وصول المؤسسات ويعمّق مستويات السيولة على المدى المتوسط.
