البيتكوين تمدد تصحيحها مع ضعف شهية المخاطرة وتزايد وتيرة التصفية

بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com

مددت البيتكوين تصحيحها اليوم، متراجعة باتجاه مستوى 111,400 لتختبر أدنى مستوياتها في خمسة عشر يوماً. أما الايثريوم فقد تكبدت تراجعاً أشد، إذ كسرت حاجز 4,000 للمرة الأولى منذ أغسطس، لتفقد بذلك جزءاً كبيراً من الزخم الذي دفع ثاني أكبر عملة مشفّرة إلى تسجيل قمم تاريخية جديدة خلال موجة الصعود الأخيرة.

ويعود الضغط الهبوطي المستمر إلى غياب القوة الشرائية الكافية للدفاع عن الأسعار بعد موجة التصفية الضخمة التي شهدها السوق يوم الاثنين. كما أضافت جولة جديدة من تصفيات المراكز الطويلة اليوم مزيداً من الضعف إلى المعنويات، بينما أسهمت التصحيحات في سوق الأسهم الأوسع نطاقاً في تعميق النبرة الحذرة ومنعت المشترين من استعادة السيطرة.

وبحسب بيانات CoinGlass، فإنه بعد التصفية الهائلة للعقود الأجلة للمشترين يوم الاثنين التي تجاوزت 1.6 مليار دولار، أضيف اليوم نحو 280 مليون دولار أخرى، منها 56 مليون دولار للبيتكوين و180 مليون دولار للايثيريوم. كما انخفض معدل التمويل لعقود الايثريوم الآجلة مجدداً إلى المنطقة السلبية، في إشارة إلى استمرار تفاقم هشاشة السوق بفعل الرافعة المالية. أما على مدى اليومين الماضيين فقد تجاوزت قيمة التصفية الكلية للمراكز الطويلة 350 مليون دولار.

وتتماشى حالة الضعف في أسواق العملات المشفرة مع ميل المستثمرين لتقليص المخاطر في أسواق الأسهم. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، تراجعت الأسهم الأميركية لليوم الثاني على التوالي يوم الأربعاء، حيث تركزت الخسائر في أسهم التكنولوجيا. فبعد أن أشعلت استثمارات الذكاء الاصطناعي الضخمة من شركات مثل نفيديا وإنتل وأوراكل وعلي بابا موجة تفاؤل مطلع العام، بدأت المخاوف تتزايد من أن تكاليفها الباهظة قد تضغط على الأرباح والتقييمات، بحسب الصحيفة.

وتراجعت أسهم الشركات الكبرى مثل نفيديا وآبل وآلفابيت بنحو 1%، فيما ساهم القطاع المالي أيضاً في الضغط على مؤشر داو جونز مع انخفاض أسهم غولدمان ساكس ومورغان ستانلي على خلفية المخاوف المرتبطة بخفض الفائدة الأخير من الفيدرالي، إلى جانب التأثير المحتمل للتشديد في قواعد تأشيرات H-1B المرتبطة بشكل وثيق بقطاعات التكنولوجيا والتمويل. وقد أسفرت هذه الضغوط مجتمعة عن تراجع مؤشر ناسداك ومؤشر S&P 500 بنحو 0.3%، فيما فقد مؤشر داو نحو 0.4%، وهو ما يعكس إعادة تقييم للمخاطر في ظل ارتفاع التكاليف وعدم اليقين التنظيمي. ويبدو أن هذا التصحيح انسحب بدوره على سوق العملات المشفرة.

ويأتي هذا الترقب وسط انتظار المستثمرين لسلسلة من تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي اليوم وغداً، والتي قد تمنح الأسواق وضوحاً أكبر بشأن توجهات السياسة النقدية. كما تترقب الأسواق صدور بيانات رئيسية هذا الأسبوع، من ضمنها تقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أغسطس، إلى جانب بيانات توقعات التضخم الصادرة عن جامعة ميشيغان يوم الجمعة. ومن المنتظر أن تلعب هذه البيانات دوراً محورياً في صياغة قناعة السوق حيال إمكانية خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس تراكمية قبل نهاية العام، وهو سيناريو لا يزال يحتفظ بمكانة مركزية ضمن السردية الأوسع الداعمة للأصول عالية المخاطر.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...