تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
تحرك الدولار ضمن نطاق ضيق يوم الجمعة، محاولًا استعادة توازنه بعد أسبوع من التراجع، وسط ترقب المتداولون لمحفزات جديدة قد توجه مسار الأسواق. وفي ظل تأجيل تقرير الوظائف غير الزراعية بسبب الإغلاق الحكومي، يتجه اهتمام الأسواق صوب مؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM، حيث تشير التوقعات إلى احتمال تراجعه قليلا نحو مستوى 51.7. قد يؤدي أي انحراف عن هذه التوقعات إلى زيادة الضغوط على الأسواق، ويفتح المجال أمام تقلبات ملحوظة في عوائد السندات وتذبذبات حادة في أسواق العملات.
وعلى الرغم من أن الإغلاق الحكومي يُنظر إليه كعامل محدود الأثر على المدى القريب في النشاط الاقتصادي، إلا أنه زاد من حدة المخاوف المرتبطة بحالة عدم اليقين السياسي والمخاطر المالية. وفي هذا الإطار، حذر وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن توقف التمويل قد يعرقل وتيرة النمو. في المقابل، كثّف الرئيس دونالد ترامب من وتيرة الضغوط عبر التلويح بتسريح أعداد كبيرة من موظفي الجهاز الفدرالي، في محاولة لاستخدام هذا التهديد كورقة ضغط على الديمقراطيين.
وعلى صعيد السياسة النقدية، شددت لوري لوغان، رئيسة الاحتياطي الفدرالي في دالاس، على أن خفض معلات الفائدة الشهر الماضي كان قرارًا صائبًا، لا سميا أنه يهدف إلى تخفيف تداعيات التباطؤ المتزايد في سوق العمل. وفي الوقت نفسه، أظهرت مؤشرات بديلة لسوق العمل استمرار ضعف الزخم، حيث قدّر نموذج الاحتياطي الفدرالي في شيكاغو بقاء معدل البطالة عند 4.3% في سبتمبر دون تغيير عن أغسطس، في حين أشار تقرير وظائف القطاع الخاص غير الزراعي إلى تراجع مفاجئ بلغ 32,000 وظيفة. وقد عززت هذه المعطيات من قناعة الأسواق بأن الاحتياطي الفدرالي سيستمر في اتباع نهج تيسيري حتى نهاية العام، وهو ما قد يبقي عوائد سندات الخزانة الأمريكية تحت مزيد من الضغوط.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية