الذهب يتجه لاستعادة قممه القياسية وسط مخاطر الإغلاق الحكومي والتوترات الجيوسياسية

بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com

قفز الذهب إلى مستويات قياسية جديدة متجاوزاً 3860 دولاراً للأونصة لأول مرة، محققاً مكاسب تفوق 1%. وسرعان ما تعافى الذهب من التصحيح الحاد الذي سجّله يوم أمس، ليستعيد زخمه ويصل مجدداً إلى مستوى 3860 دولاراً للأونصة اليوم. ويعكس هذا التعافي أن الطلب الاستثماري لا يزال متماسكاً، إذ يعود المشترون للشراء عند التراجعات بدلاً من السماح للتصحيح بالتمدد أكثر.

التعافي السريع للذهب جاء مدفوعاً بتصاعد المخاوف من تداعيات الإغلاق الحكومي الأميركي المستمر، والذي يُقال إنه يختلف هيكلياً عن حالات الإغلاق السابقة، إضافة إلى تصاعد المخاطر الجيوسياسية الممتدة من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا. هذه التطورات تعزز الطلب على التحوط بالذهب في وقت يوازن فيه المستثمرون بين احتمالات الصدمات على أكثر من جبهة.

الإغلاقات الحكومية تاريخياً تُثقل كاهل النمو الاقتصادي، وكلما طالت زاد حجم الضرر، وفق ما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال. إذ يُحرم مئات الآلاف من الموظفين الفيدراليين من رواتبهم، ما يعيق إنفاق المستهلكين، بينما تُحجب التقارير الاقتصادية الأساسية مثل بيانات الوظائف والتضخم، مما يعقد عملية التخطيط للشركات وصانعي السياسات. وفي الوقت نفسه، أشارت شبكة CNN إلى أن بيانات سوق العمل لليوم قد جرى جمعها بالفعل، وربما تُنشر من قبل مكتب إحصاءات العمل رغم الإغلاق.

البيانات المنتظرة يُتوقع أن تكشف مدى هشاشة سوق العمل. فقد أظهرت بيانات ADP خسارة 32,000 وظيفة في سبتمبر، وهو تراجع أعمق بكثير من التوقعات، ما يسلط الضوء على ضعف سوق العمل ويزيد المخاوف بشأن وتيرة التوظيف، خاصة بين الشركات الصغيرة.

وعمقاً في خصوصية هذا الإغلاق، أوضحت بوليتيكو أن الوضع يختلف عن الحالات السابقة، حيث إن كلا الحزبين يضمان تيارات تفضّل استمرار الأزمة. فالديمقراطيون يواجهون ضغوطاً من جناحهم التقدمي لمقاومة سياسات إدارة ترامب، بينما يسعى الجمهوريون لإعادة هيكلة الجهاز الفيدرالي من خلال تسريح موظفين. كما أن البنية السياسية مختلفة هذه المرة، مع اعتماد الإدارة على خفض الإنفاق أحادي الجانب بموجب قانون الرقابة على الحجز المالي، مما أدى إلى انهيار عملية الاعتمادات الثنائية التقليدية. هذا التعقيد يجعل المشهد السياسي أكثر ضبابية ويضاعف حالة عدم اليقين في الأسواق التي تعاني أصلاً من تأخير البيانات وضعف التوظيف.

ومع ذلك، أظهرت الأسواق قدراً من الصمود رغم هذه المخاطر. فقد أشارت بلومبرغ إلى أن موجة صعود الأسواق العالمية امتدت لست جلسات متتالية مدعومة بمكاسب أسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. وشكلت الشراكات بين شركات مثل هيتاشي وفوجيتسو مع أوبن إيه آي وإنفيديا زخماً إضافياً، ما دفع الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية. وقد ساهم هذا التفاؤل في تخفيف الإحساس الفوري بالخطر الناجم عن الإغلاق، وهو ما يفسر لماذا لم يتحول صعود الذهب إلى اندفاعة غير مسبوقة رغم قوته.

أما على الصعيد الجيوسياسي، فتتجه التوترات نحو مزيد من التصعيد. فقد ذكرت واشنطن بوست أن حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يخشون من جولة جديدة ووشيكة من الضربات الجوية الإسرائيلية. فيما بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالحديث عن احتمال اندلاع الحرب المقبلة، في إشارة إلى أن مخاطر التصعيد لا تزال قائمة وبقوة.

في السياق ذاته، قد تتمكن أوكرانيا من شن ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية باستخدام صواريخ كروز أميركية، الأمر الذي سيرفع منسوب الحرب إلى مستوى جديد كلياً. مثل هذه التطورات تمنح الذهب دعماً إضافياً وتجدّد جاذبيته كملاذ آمن مع استعداد المستثمرين لاحتمال وقوع صدمات

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...