نحو تعزيز ريادة الاقتصاد الرقمي بين غرفة التجارة و الصناعة والزراعة في طرابلس والشمال ونقابة تكنولوجيا التربية في لبنان

عُقِدَ في غرفة مدينة طرابلس اجتماعاً موسّعاً جمع رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبّوسي، ورئيس نقابة تكنولوجيا التربية في لبنان النقيب ربيع بعلبكي، ومدير المكتب التمثيلي للنقابة في الشمال الاستاذ شادي معصراني، وذلك بحضور رئيس لجنة الطوارئ الاقتصادية الدكتور خالد عيتاني وبمشاركة وفد من سيدات لجنة المرأة في النقابة عن محافظة الشمال. ضمّ الوفد النسائي كُل من السيدة الفير فغالي سارتان، الأستاذة جوليان علي، الدكتورة حميدة العجل، والسيدتين هبة الرطل وريان مُراد.
الاجتماع، الذي جاء في ظروف اقتصادية معقّدة، حمل رسائل حاسمة تتعلّق بمستقبل طرابلس والشمال، واتساع دورهما في الاقتصاد اللبناني العابر للحدود عبر الممرات الاقتصادية الرقمية وريادة الاعمال في الاقتصاد الرقمي وخاصة عناصر الثورة الصناعيةالرابعة وتحديدا انتاج تطبيقات الذكاء الإصطناعي.

في حديثهِ، أكّد السيد دبّوسي على أنّ المنظومة الاقتصادية في طرابلس والشمال تواجه تحديات، “لكن المهم هو تحويل هذه الثغرات إلى عناصر قوة”. وشدّد على أنّ طرابلس تمتلك ميزات استراتيجية تخوّلها التحوّل إلى محور اقتصادي لبناني- عربي- أُممي، وليس مجرد مشروع محلي محدود الطموح.

أكّد المجتمعون أن أي خطوة استثمارية يجب أن تُدار ضمن جهود موّحدة و رؤية واحدة، بما يمنع التشتّت ويضمن الفاعلية.

جرى التنويه بأن شريحة واسعة من أبناء الشمال عبر امتدادهم على القارات ، يفتح أمام طرابلس باباً واسعاً للاستثمارات الخارجية عبر علاقاتهم بأفراد و شراكات عالميّة هامّة.
الدكتور خالد عيتاني رئيس لجنة الطوارئ الاقتصاديّة، قدّم سلسلة اقتراحات عملية، مُشيراً الى أنّ طرابلس الكبرى تمتد فعلياً من البترون حتى أقصى عكار، ما يجعلها كتلة اقتصادية- جغرافية ضخمة يُمكن لها أن تتحول إلى رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني.

كما وشدّد على أنّ ضعف الدمج بين القطاعات وانعدام التنسيق يساهمان في خفض الإنتاجية، والحل يبدأ بوضع رؤية واضحة يقودها القطاع الخاص للدولة، بدل من العمل بشكل فردي و كل من منظوره، الامر الذي يستدعي، تنسيق الجهود و ان ننطلق مما بدأه الآخرون وكل من مكانه، و جهوده، بما يضمن تكامل الطاقات والمبادرات بطريقة اكثر فاعلية.

كما وتطرّق النقيب بعلبكي على ملف “الأمن السيبراني الرقمي”، من خلال خدمة علم رقمية الزامية و أنّ التطور التكنولوجي لم يعد خياراً بل ضرورة عالمية راسخة،
بالاضافة، الى ذلك فقد تم التطرّق للاتفاق على أنّ إنشاء Innovation Hub داخل غرفة التجارة والصناعة، إذ أنها ضرورة و حاجة ملحّة، إضافة إلى طرحهِ لفكرة تشكيل هيئة ناظمة تتابع تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمرات، عبر لجان متخصصة. ما يضمن خروجها من الأوراق الى خطوات فعليّة تتبنى تنفيذها اللجنة من خلال الغُرفة.

كما ونوّه المجتمعون على أهمية استمرار الشراكات الاستراتيجية الواعدة، وعدم خسارتها، خصوصاً في سياق Division Investment and Trade الذي يُفترض أن يفتح الباب أمام الغُرفة خاصة في طرابلس ولبنان.

اختتم الللقاء بالإشادة الى الحضور الدائم والفاعل للرئيس الدبوسي في مختلف الملفات، ما يعزز ثقة الأطراف كافة في غرفة التجارة والصناعة.

وأخيراً، يُعدّ هذا اللقاء، دعوة واضحة إلى الاستثمار المكثّف في الاقتصاد الرقمي، ولا سيما مجالات AGRITECH، بالاضافة للاشادة الى الدور البارز الذي تُقيمه المراكز الشريكة من مبادرات وطنيّة من مسابقات تنافسيّة وتحطيم للارقام القياسيّة، التي تستهدف الطلاب، و توجههم للعمل على مشاريع الابتكار مثل الروبوتات والذكاء الاصطناعي و غيرها و التي تتناول مواضيع اقتصادية هامّة و عصرية مستدامة مثل المدن الذكيّة من خلال مشاريع تربوية-تكنولوجية تؤسس لجيل قيادي واعد، و مُبتكر، كالمسابقة الوطنية التي نظمها مدير مركز Genius House الاستاذ شادي معصراني بالتعاون مع النقابة والتي تمحورت حول “مطار القليعات” والتي لا تزال أصداؤها الى اليوم. و هذا ما يعكس أهمية التركيز على تنمية قدرات الطلاب ليكونوا قيادين ومُلمين بالقضايا المحليّة و البيئية، بالاضافة الى حثّهم على التفكير في الحلول، ما قد يؤسس لجيل مُبتكر للمشاريع منذ الصغر ويضمهم الى عالم الريادة للناشئة.

واختتم النقاش بالتأكيد أنه لا ابتكار بلا ريادة، وأن التطور لا يعني الذهاب إلى الحرب، بل تفاديها عبر التنمية والتطوير الاستباقي

وأخيراً، وقع الرئيس دبوسي كتيب الرؤية الاستثمارية للمواقع التي تمتلكها الغرفة وتم التاكيد ان مدينة طرابلس تمتلك فرصة تاريخية لتتحوّل إلى محطّ اهتمام اقتصادي- تكنولوجي إقليمي واعد، شرط أن تتوافر الإرادة والرؤية والجرأة والتحفيذ المشجع لإنتاج المشاريع الريادية عاما ان غرفة التجارة والصناعة، برئاسة أ.توفيق الدبّوسي، تؤكد على أنها جامعة لكل الطاقات، من كل لبنان، تحت سقف واحد، في محاولة جديّة وواعدة لانتقال طرابلس من الكلام إلى التنفيذ والشراكة وبناء الجسور، ومن الأزمات إلى المبادرات بقدرات وطنيّة من كُل لبنان.


في ختام اللقاء صرح النقيب بعلبكي من على منبر الغرفة ما يلي:

  • التأكيد على كلمة الرئيس في الإنطلاق من مدينة طرابلس الى كل العالم ومن خلال تبني ريادة الابتكار الرقمية.
  • التأكيد على دور اللجان داخل قطاع المرأة المتخصصة لتمكين المرأة على مستوى الذكاء الاصطناعي و تكنولوجيا التربية .
  • التأكيد على تبني النقابة مبدأ حق التربية على الابتكار من خلال التعاون مع الوزارات المعنية وخاصّة وزارة الذكاء الاصطناعي ليكون لدينا إمرأة مُربية ومُنتجة ليس فقط لجيل صالح وإنما لمزيد من الابتكارات والابداعات وخلق فرص عمل توصلها للعالميّة.
  • الزيارة ليست فقط لمناقشة مواضيع متعلّقة بالتكنولوجيا، و انما سوف يكون هنالك مذكرة تفاهم لتنفيذ مهام و أعمال وضعتها النقابة على خارطة الطريق بالتعاون مع دول متقدمة،
  • طرابلس بوابة العالم على المستوى الاقتصادي، و الاقتصاد الرقمي الذي هو عصب عمل النقابة، وخاصة بعد الظروف الاقتصادية والجيوسياسية التي مرّت بها المنطقة.
  • الانطلاق من طرابلس ومن الغرفة كحاضنة لكل ماهو متعلق بالاقتصاد الرقمي والثورة المعرفية الرابعة من الذكاء الاصطناعي الى انترنت الأشياء، الروبوتيكس للأمن السيبراني .. ولكل الأمور التي يمكن أن تكون اطار معرفي قائم بحد ذاته، انتاجي و لديه استدامة في ريادة الأعمال.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...