بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com
لا تزال البيتكوين تتداول ضمن نطاق عرضي أدنى بقليل من مستوى 95,000 دولاراً والتي تواجه صعوبة في التماسك أعلاه. كما يشهد سوق العملات المشفرة البديلة أداءً مختلطة أيضاً.
التحركات الجانبية للبيتكوين تأتي وسط ترقب الأسواق لجملة من البيانات الاقتصادية الحاسمة من الولايات المتحدة ونتائج جملة من كبرى شركات التكنولوجيا والتي من شأنها تحدد مسار السوق الأوسع. في حين نرى علامات على تمركز المستثمرين اللذين يتطلعون للمزيد من المكاسب للبيتكوين ونشهد وسط هذا تسارعاً ملحوظاً للنشاط في سوق العملات المشفرة البديلة.
على جانب البيانات الاقتصادية، ومن سوق العمل، نترقب اليوم بيانات الفرص العمل المتاحة (JOLTS) أما غداً ننتظر بيانات التوظيف غير الزراعي من ADP ونختتم الأسبوع مع بيانات سوق العمل للتوظيف غير الزراعي والبطالة. اليوم أيضاً يستضيف قراءة مؤشر ثقة المستهلك من Conference Board وغداً القراءة الأولية المتقدمة للناتج المحلي الإجمالي ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاك الشخصي الأساسي (core PCE) والخميس نترقب أيضاً تقرير مديري مؤشر المشتريات التصنيعي من معهد إدارة سلاسل التوريد (ISM). أما على جانب نتائج الشركات، سيشهد هذا الأسبوع النتائج الربعية لشريحة واسعة من الشركات وأبرزها آبل ومايكروسوفت أمازون وميتا.
ستساعد هذه المعطيات في تحديد المسار المستقبلي الذي قد تسير به السوق المالية الأوسع خلال الأسابيع المقبلة. حيث إن محصلة توقعات البيانات القادمة تشير إلى تراجع عام للاقتصاد الأمريكي وسوق عمله، فإذا جاءت الأرقام بأفضل من المتوقع فإن هذا قد يبرهن للأسواق بأن الاقتصاد أكثر مرونة لمواجهة تحديات التعرفات الجمركية وعدم اليقين السائد. هذا بدوره قد يساهم في تغذية شهية المخاطر في السوق والتي تحتاجها البيتكوين والعملات المشفرة لمواصلة المكاسب.
هذا يأتي في الوقت التي قد نشهد فيه المزيد من خفض وطأة التعرفات الجمركية بما قد يعطي المزيد من الدفع للأسواق والأصول الخطرة. حيث أوردت وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر مطلعة بأن دونالد ترامب بصدد أن يخفف تأثير الرسوم الجمركية على السيارات، حيث سيتم تجنب فرض رسوم إضافية على السيارات الأجنبية بخلاف الرسوم المفروضة بالفعل، كما سيتم تخفيض بعض الرسوم على قطع الغيار المستوردة المستخدمة في تصنيع السيارات في الولايات المتحدة.
هذا التطور المرتقب يأتي بعد حديث ترامب وفريقه على نحو متكرر سراً وعلناً عن إمكانية خفض تصعيد الحرب التجارية مع الصين وهو ما كان قد تسبب بإعادة المعنويات إلى سوق الأسهم والعملات المشفرة منذ ذلك مكاسب ملحوظة.
فيما يبدو أن المستثمرون اللذين يتطلعون إلى سيناريو استكمال التعافي يتمركزون بالفعل للاستفادة من الاتجاه الصاعد المحتمل للبيتكوين والعملات المشفرة.
حيث أضافت صناديق البيتكوين الفورية أكثر من 590 مليون دولاراً الأمس من صافي التدفقات الموجبة وهي تأتي بعد الأسبوع الذي شهد إضافة أكثر من 3 مليار دولار بما يمثل أسرع وتيرة منذ نوفمبر من العام الفائت، وفق بيانات SoSo Value.
في حين يعرض سوق العقود الأجلة للبيتكوين اليوم صورة متباينة قليلاً لكن تشير في المحصلة إلى خفوت الضغط البيعي على الأقل. حيث نشهد تضاؤلاً لهيمنة البائعين على المشترين، حيث تبلغ نسبة الشراء للبيع قرابة 1.065 وهي الأعلى منذ أسبوع. كان هذا بعد هدوء موجات تصفية المراكز الشرائية التي كانت قد تصاعدت منذ أواخر فبراير الفائت، وذلك وفق بيانات CoinGlass. لكن في ذات الوقت، لا يبدو أن المشترين متحمسون على نحو ملحوظ للدفع إلى الأن، حيث لا يزال معدل التمويل المرجح بالمراكز المفتوحة للعقود الأجلة عند الصفر تقريباً.
وسط هذا الأمل بإمكانية متابعة العملات المشفرة لانتعاشها وتخفيف القيود التنظيمية والدفع نحو المزيد من التبني، تشهد شبكة الايثريوم وشبكات الطبقة الثانية (Layer 2) تطوراً ملحوظاً مؤخراً. حيث ارتفع عدد العناوين النشطة إلى مستوى قياسي جديد الأسبوع الفائت ليصل إلى أكثر من 15.4 مليون عنواناُ، وفق بيانات Growthepie. أضف إلى ذلك، تشهد تلك الشبكات تدفقاً متزايداً لأموال المستخدمين، حيث بلغت إجمالي القيمة المقفلة في البروتوكولات المختلفة قرابة 60 مليار دولار وهذا ما يقع قرب أعلى المستويات منذ بداية أبريل الجاري تقريباً وفق بيانات DeFiLlama.
على الرغم من الأداء الباهت للايثيريوم إلا أن تطور أنشطة بروتوكولاتها وطبقات شبكاتها المختلفة يشكل دلالة على مدى نمو هذه التكنولوجيا من ناحية الاستخدام. حيث إن تلك الشبكات تستحوذ على القدر الأكبر من البروتوكولات بأكثر من 4300 بعيداً عن أي شبكة أخرى. بهذا، فإن كانت البيتكوين هي الأداة الأهم للاستثمار والاحتفاظ بالقيمة على المدى الطويل في العملات المشفرة، فإن الايثريوم بطبقاتها تمثل جانب الاستخدام الحقيقي لهذه التكنولوجيا.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية