هل يستعيد الذهب مكاسبه وسط بقاء عوامل الخطورة المحيطة؟

بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com

يتماسك الذهب ويرتفع بعض الشيء اليوم بعد خسائر الملحوظة الأمس فيما لا يزال يكافح لاستعادة مستوى 3330 دولاراً للأونصة.

قدرة الذهب على استئناف المكاسب تأتي مع عدم اليقين في السوق تجاه عوامل الخطر المحيطة سواء على الجانب الجيوسياسي أم التجاري، والتي من شأنها أن تغذي الطلب على الملاذ الآمن على نحو مستمر.

على الجبهة الجيوسياسية، على الرغم التفاؤل السائد بعد الإعلان المفاجئ عن وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب الاثنا عشر يوماً بين إسرائيل وإيران، إلا أن عودة التصعيد للارتفاع مجدداً هي أمر غير مستبعد. 

حيث ضجت وسائل الإعلام بالتقرير الاستخباراتي الذي حصلت عليه شبكه CNN والذي يتحدث عن أن الضربة الأمريكية لم تتمكن سوى من إبطاء البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر إلى جانب عدم تدمير مخزون اليورانيوم المخصب. بمعنى آخر، فإن الحرب انتهت قبل تحقيق هدفها، ناهيك عن برنامج الصواريخ البالستية.

هذا من شأنه أيضاً أن يجعل أي مفاوضات في المستقبل أكثر تعقيداً، إذ قد تتمسك إسرائيل أكثر بموقفها من تفكيك البرنامج النووي والصاروخي بالكامل لإيران التي ستكون أيضاً أكثر تمسكاً بها بعد الحرب الأخير. 

في المقابل، يأمل توماس فريدمان في مقال للرأي في نيويورك تايمز بإن العواقب التي ترتبت على كلى طرفي الحرب قد تشكل ضغط سياسي داخلي قد تمنع كلاهما من الانجرار إلى الصدام مجدداً.

في كل الأحوال، وإن عاد التصعيد مجدداً فقد تدخل الأسواق في دورة جديدة للمخاطر الجيوسياسية والتي قد لن تدوم مطولاً طالما لم يتجاوز طرفا الحرب الخط الأحمر الأخير المتمثل باستهداف مرافق تصدير النفط والغاز الرئيسية وطرق الملاحة الدولية. هذه السردية تبرر هشاشة علاوة المخاطر الجيوسياسية التي يجنيها النفط والذهب في أي من موجات التصعيد السابقة.

بعد انتهاء الجولة الأخيرة من الحرب، قد يعود التركيز إلى أبرز محركات الأسواق وهي الحرب التجارية المتوقفة حالياً. حيث ستنتهي مهلة تعليق التعرفات الجمركية المفروضة على الاتحاد الأوروبي قبل انقضاء العشر الأول من يوليو القادم وفي منتصف أغسطس بالنسبة للصين أيضاً.

هذا في الوقت التي لا تزال فيه الأعمال تواجه حالة من عدم اليقين تجاه التعرفات الجمركية والضغوط التضخمية، وفق ما أظهرته مسوحات مديري المشتريات الصادرة عن S&P Global لكل من دول منطقة اليورو والولايات المتحدة.

في حين أن عودة التعرفات وفشل المسار التفاوضي من شأنه يشعل المخاوف مجدداً حول استمرار تسارع التضخم وما يتطلبه من بقاء معدلات الفائدة مرتفعة في الولايات المتحدة. هذا كله من شأنه أن تهدد نمو الاقتصاد وهذا ما كان يشكل دافعاً قوياً للذهب للارتفاع. في المقابل، فإن تسوية هذه المخاوف قد يجرد الذهب من أبرز داعميه وتبقى القمم التاريخية السابقة بعيدة المنال.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أجرى سلسلة زيارات في طرابلس برفقة علي محمود العبد الله

السفير الصيني تشن تشواندونغ: شمال لبنان يمكن أن يلعب دورًا مهمًّا في الاقتصاد اللبناني وإعادة ...

الحاج يكشف عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال والانتقال من النطاق الضيّق إلى النطاق العريض

كشف وزير الاتّصالات شارل الحاج عن خطة شاملة لإخراج قطاع الاتّصالات من سنوات الإهمال، والانتقال ...

مرقص في تكريم نقابة مصممي الغرافيك الإعلام اللبناني: نحو خطوات تكاملية بين الإعلام والغرافيك

اقامت  نقابة مصممي الغرافيك  احتفالا تكريميا   للإعلام اللبناني برعاية وزير الإعلام المحامي د. بول ...