بقلم سامر حسن، محلل أسواق أول في XS.com
هبطت البيتكوين إلى أدنى مستوياتها منذ مايو، لتختبر لفترة وجيزة منطقة 97,000 دولار وتُغلق دون 100,000 دولار للمرة الأولى منذ أشهر. ويعكس هذا الهبوط عملية تسييل أوسع في الأصول عالية المخاطر مع إعادة تقييم الأسواق لهشاشة الخلفية الاقتصادية الكلية.
تسارعت وتيرة تراجع البيتكوين الحاد مع تلاشي تأثير إعادة فتح الحكومة الأميركية وتراجع احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر بشكل كبير. وتُحاكي العملة الرقمية الانخفاض في أسواق الأسهم وغيرها من الأصول الحساسة للنمو، إذ يؤدي خفض الرافعة المالية إلى ارتفاع وتيرة تصفية مراكز المشترين وتراجع استعداد المتعاملين للدفاع عن المستويات المحورية. هذا المزيج يجعل الأسعار أكثر عرضة لضغوط هبوطية أشد، ويخلق بيئة يسهل فيها على مراكز البيع فرض سيطرتها.
وتؤكد التدفقات هشاشة التموضع. فبحسب أرقام SoSo Value، شهدت صناديق البيتكوين الفورية تدفقات خارجة بلغت 277.98 مليون دولار أمس، وهي الأكبر في نوفمبر. وتُظهر بيانات CoinGlass تصفية مراكز للمشترين في العقود الآجلة تتجاوز 586 مليون دولار أمس و330 مليون دولار إضافية اليوم. كما تراجع إجمالي مراكز العقود الآجلة المفتوحة للأصول الرقمية نحو 140 مليار دولار، بالقرب من أدنى مستوياتها في يوليو، مما يبرز ابتعاد المتعاملين عن الرهانات الخطرة.
وجاءت حركة البيتكوين بالتوازي مع انعكاس أوسع في أسواق الأسهم، حيث سرعان ما تلاشى أثر انفراج أزمة الإغلاق الحكومي ليحل محله القلق تجاه البيانات الاقتصادية المرتقبة. ويستعد المستثمرون لموجة من البيانات المؤجلة التي قد تعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن خبراء قولهم إن الأسواق “كانت في الظلام لمدة 40 يوماً”، وإن عودة البيانات بشكل مفاجئ قد تزيد التقلبات عبر فئات الأصول الرئيسية.
كما تُسهم التقييمات المرتفعة للأسهم في تسريع هذا الهبوط في السوق الأوسع. وبحسب مارك مالك من شركة سيبرت فاينانشال، فإن المستثمرين لا يزالون محافظين على استثماراتهم في الأسهم، لكنهم أصبحوا أقل استعداداً لدفع تقييمات قياسية لأسهم التكنولوجيا الكبرى، خصوصاً مع عودة عدم اليقين إلى المشهد الاقتصادي الكلي.
ولزيادة الأمور سوءاً، تشير CME FedWatch Tool إلى أن احتمالات خفض الفائدة في ديسمبر باتت تقارب 50 بالمئة، مقارنة بنحو 70 بالمئة قبل أسبوع وأكثر من 90 بالمئة قبل شهر. وقد أدى هذا التحول إلى زيادة الضغط على أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات المرتفعة والتي قادت جانباً كبيراً من مكاسب السوق هذا العام.
ولا تزال البيتكوين مرتبطة بشكل وثيق بهذه الرواية الاقتصادية الكلية وبمعنويات سوق الأسهم. فتصاعد عدم اليقين بشأن مسار السياسة النقدية، إلى جانب تجدد تقلبات الأسهم وعمليات البيع المكثفة من قبل حائزي المدى الطويل، يعزز بيئة تتراجع فيها مستويات القناعة. ومع ضعف السيولة وإعادة ضبط مستويات الرافعة المالية، سيظل مسار البيتكوين معتمداً بدرجة كبيرة على كيفية تفاعل السوق الأوسع مع البيانات المرتقبة وتغير توقعات أسعار الفائدة
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية