شارك ستة طلاب دراسات عليا من الجامعة الأميركية في بيروت، المنتسبون إلى كرسي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للدراسات العربية والإسلامية في كونغرس العربية والصناعات الإبداعية الذي عُقد في الاتحاد أرينا في إمارة أبوظبي. دعا مركز أبوظبي للغة العربية الطلاب الذين يستكملون دراسة الماجستير والدكتوراه لحضور ندوات حوارية ووِرَش تطبيقية في المؤتمر الذي استمر يومين وجمع المبدعين والخبراء الروّاد من الدول العربية والعالم لاستكشاف مستقبل اللغة العربية في الصناعات الإبداعية.
يمثّل هذا المؤتمر الذي يحمل هذا العام شعار “إعادة تخيّل الإبداع العربي: الابتكار في السرد وتعزيز تفاعل الجمهور” منصة رئيسية لنقاشات تستشرف مستقبل المحتوى العربي في وسائل الإعلام والتكنولوجيا والأدب والفنون. وقد أصبح هذا الحدث الذي ينظّمه مركز أبوظبي للغة العربية منتدى دولي رائد مخصّص لمناصرة اللغة العربية ومظاهرها الثقافية في المجالات الإبداعية. يعرض المؤتمر السنوي في عامه الرابع الإبداع العربي للجماهير العالمية ويساهم في بناء منظومة نابضة بالحياة للصناعات العربية الثقافية والإبداعية.
وقد يسّر كرسي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للدراسات العربية والإسلامية مشاركة الطلاب انطلاقًا من رسالته لدعم الباحثين الشباب. يقدّم الكرسي منح الماجستير والدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية ويرعى المؤتمرات والمحاضرات العامة وورش العمل والمنتديات البحثية لدعم المعرفة في هذا المجال. وقال الدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت، “نحن فخورون برؤية طلّابنا يشاركون في هكذا منتدى دولي رفيع المستوى.” مضيفًا، “وفّر لهم هذا المؤتمر فرصة مغيّرة للحياة لكي يشهدوا كيف أنّ اللغة العربية هي لغة حيّة – لغة تشكّل بنشاط مختلف الصناعات الحديثة وتتشكّل من خلالها. تثري هذه التجارب رحلتهم الأكاديمية وتلهمهم للمساهمة في مستقبل اللغة والثقافة العربية.”
وجد طلاب الجامعة الأميركية في بيروت التجربة غنيّة للغاية، حيث أثرت معرفتهم على المستوى الأكاديمي والثقافي على حد سواء. وقد شاركوا في ندوات ووِرَش مخصّصة حول مواضيع مختلفة تتراوح بين السرد العربي والنشر الرقمي وبين دور الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى العربي. إلى جانب المؤتمر، شارك الطلاب في البرنامج الثقافي حيث زاروا المتاحف والمواقع التراثية في أبوظبي، ممّا عزّز تقديرهم للمشهد الثقافي في الإمارات العربية المتحدة.
وقال طالبُ الدكتوراه مالك شاكر، في معرض حديثه عن هذه التجربة، “أنا ممتنٌّ للغاية لهذه التجربة الغنيّة التي اكتسبتها في هذا المؤتمر، وللسُرور الذي أدخلته إلى نفسي. لقد سُررت كثيرًا للقاء العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم العربي، حيث أضاف كلّ منهم بريقه الخاص إلى هذا اللقاء.”
“بصفتي عضو في فريق الأبحاث في كرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية، فإنّ حضوري لكونغرس العربية في أبوظبي في أيلول الماضي كان فرصة هادفة للتفاعل مع الباحثين والمساهمة في النهوض بالفكر العربي والإسلامي،” أشارت عايدة عباس، إحدى المشاركات في الكونغرس.
أما رنا روكز، وهي طالبة ماجستير، فأوضحت كيف أثرى المؤتمر رؤيتها عن الدور المتطوّر للغة العربية: “لقد كانت رحلتنا إلى أبوظبي رائعة حقًا. وقد شعرنا بالتقدير والترحيب ومُنحنا مساحة حقيقية للنمو كشباب أمامهم مستقبل تلتزم أبوظبي برعايته بالفعل. لقد كانت الندوات الحوارية عميقة وقدّمت ورش العمل وجهات نظر قيّمة عن اللغة العربية، مستقبلها، والأساليب الجديدة لتعليمها، ودورها في الذكاء الاصطناعي. إنّ كونغرس مركز أبوظبي للغة العربية هو محطة لافتة أظهرت مدى الإمكانات الهائلة للغة العربية، ولضرورة الاستمرار في الاستثمار فيها بدلاً من تركها تتلاشى في مواجهة اللغات الأجنبية الأخرى. كما أنّه تذكيرٌ بأهمية احتضان ثقافتنا ورعايتها والنموّ معها من خلال الذكاء الاصطناعي، والتعاون مع التكنولوجيا، وليس مقاومتها.”
وكدليلٍ إضافي على تجربتهم، حصل طلاب الجامعة الأميركية في بيروت على شهادة مشاركة قدّمها منظّمو الكونغرس وتلقوا دعوة لحضور حدثين مهمين قادمين سيجريان في مهرجان طيران الإمارات للآداب في دبي في شهر كانون الثاني 2026، وهو أحد أهمّ اللقاءات الأدبية في المنطقة. كما دُعي الطلاب للمشاركة في مهرجان “أيام العربية” في أبوظبي في شهر كانون الأول 2025، وهو احتفال ثقافي يتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية يسلّط الضوء على اللغة العربية من خلال الشعر والفنون والنقاشات الفكرية.
تتيح هذه الفرص للطلاب مواصلة التفاعل مع المجتمع الأدبي والثقافي العربي الأوسع. وتؤكد مشاركتهم في فعاليات بارزة مماثلة على التزام الجامعة الأميركية في بيروت برعاية الجيل القادم من الباحثين والمبدعين العرب، وعلى الدور الحيوي والمتنامي للغة العربية في الساحة العالمية.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية