ندوة لجدعون في المدارس الكاثوليكيّة حول دور مدير المدرسة في إنجاز التحوّل الرقمي

نظمت الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة، ندوة للخبير اللبناني الأوروبي في تحديث وتطوير التعليم الدكتور بيير جدعون مدير مؤسسة كلاسيرا في لبنان، شارك  فيها ما يزيد عن مئة رئيسة ورئيس ، مديرة ومدير مدرسة. وركز جدعون في الندوة على عرض المهارات والكفايات الجديدة لمدير-ة المؤسسة التربويّة، وناقش مثالا حول التعليم المعزّز ، شارحا أهمية التحوّل الرقمي بالإتجاهين : التعليم الحضوري المعزّز بالتكنولوجيا والتعليم المدمج المعزّز حضوريا، مستندا إلى الأبحاث العلميّة ونجاح تطبيقها حول التحوّل من الواقع إلى العالم الإفتراضي مرورا بالواقع المعزّز ، والواقع الإفتراضي كما يبيّنه الآتي :

  1.  مهارات وكفايات المدير-ة الناجح-ة

شرح الدكتور جدعون ان كلمة  Skillsتعني أحيانا مهارات وأحيانا أخرى كفايات فلذلك نشير إليهما بمهارات وكفايات ، لأن مفهوم الكفاية (Competence) في الفضاء التربوي : يعني المعرفة و المهارات والسلوكيات معا . بينما في سوق العمل ومن خلال تعريف منظّمة العمل الدوليّة تحتوي كلمة Skills  على المعرفة العملانيّة والمهارات اللازمة للقيام بمهمة معيّنة من دون أن ننسى السلوكيات. ففضاء العمل يميّز تماما بين المعرفة العلميّة والمعرفة العمليّة.

ثم عرض جدعون دراسات وأبحاثا عالميّة عدة ، تستنتج بأن مهارات وكفايات المدير-ة الناجح-ة يجب أن تحتوي أولا على مهارات وكفايات القيادة ، وثانيا على القدرة على التكيّف والابتكار ، وثالثا على مهارات وكفايات تكنولوجيا المعلومات (والإتصال) ورابعا على مهارات وكفايات التواصل ، وغيرها. ولكننا سنتوقّف هنا اليوم لأن موضوع لقائنا هو دوركم في إنجاز التحوّل الرقمي.

وعلّق قائلا الدراسات تجمع بأنه من أجل أن يظل/تظل مبتكرًا/مبتكرة ويحافظ/تحافظ على المناهج وملاءمة أساليب التدريس، يجب على المدير-ة أن : يشعر/ تشعر بالثقة باستخدام أحدث التقنيات وأولها تكنولوجيا المعلومات والإتصال  لكي يكون/تكون المثل ، لأنه/لأنها إذا لم يحاول/ تحاول استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة ، فلا يمكنه/يمكنها توقّع ذلك من معلميهم. ورأينا جميعنا مع جائحة كورونا أهميّة الإنتقال إلى التعلّم عبر الإنترنت/ والعمل من بعد في جميع أنحاء العالم وأهميّة الجهوزيّة الرقميّة.

  •  التربية والتعليم قبل جائحة كورونا

ركّز جدعون على أن التعليم والتعلّم عبر الإنترنت قد نجح عالميا في المؤسسات التربويّة التي كانت جاهزة رقميا وتربويا، لأنه أسهم في إنجاح التجدّد التربوي إنطلاقا من الصف الدراسي. فكانت ولادة التعليم والتعلّم المدمج (Blended Learning).

وعلّق جدعون قائلا : يلاحظ المراقب لتطوّر وتقدّم عمليّة التربية والتعليم عبر العصور بأنه منذ العصر الزراعي والتعليم تحت الشجرة ، إلى العصر الصناعي والتعليم في الصف الذي يشبه مصنع الثورة الصناعيّة ، إعتمد الإنسان التعليم الحضوري وعزّزه بتكنولوجيا الكتاب مع  تطوّر الطباعة وصناعة الكتاب منذ عام 1455 م. وتوجّه إلى المشاركين سائلا : أين نضع التعلّم في المنزل بواسطة الكتاب ؟ ألا نستطيع تسميته “Offline distance learning” ؟ وكلنا يعلم بأن الذي كان يقرأ وينجز فروضه وواجباته في المنزل كان ينجح أكثر من الذي كان يكتفي بالتعلّم الحضوري إن لم تكن ذاكرته سمعيّة. فالمشكلة ليست بالتعلّم من بعد إنما بعدم الجهوزيّة الرقميّة والتربويّة للمؤسسات التي لم تنجح كعادتها في التعليم الحضوري.

وشدّد جدعون قائلا: أعرف جيدا ، بأنه هناك مؤسسات تتطوّر وتتحصّن رقميا منذ عام 1996 ، لأنني درّبت مديريها على الثقافة الرقميّة وتابعتهم في تحوّلهم الرقمي منذ ذلك الحين.

  •  الهوّة التربويّة خلال جائحة كورونا

شرح الدكتور جدعون بأن من تابع ويتابع الأبحاث على الصعيد العالمي سمع وقرأ منذ عام 2000 بأهمية ردم الهوّة الرقميّة الموجودة بين بلاد شمال القارة وبلاد جنوبها من جهة وبين مناطق ومحافظات البلد عينه من جهة ثانية. فلا أحد ينسى االأرقام التي أعلنها الوزير الصعيدي عن أن نسبة الوصول إلى الإنترنت تتخطى ال50% في بيروت ولا تتعدى ال6% وال7% في محافظتي البقاع والجنوب.

وذكّر جدعون بأن منظمة اليونسكو العالميّة قد أعلنت،  في آذار / مارس 2020، بأن فيروس كورونا قد حرم ما يقرب من 300 مليون طالب وطالبة من دراستهم. وبالطبع لعدم جاهزية دولهم الرقميّة.

وعلّق قائلا ، لم نستغرب أبدا ما عاشه لبنان والعالم في خلال فترة جائحة كورونا ، فقد لاحظ الجميع بأنه هناك “هوة تربويّة” بين المؤسسات كافة. فتأثير الجائحة على المؤسسات التي كانت جاهزة رقميا قبل  الجائحة كان أقل بكثير على تلك التي لم تكن جاهزة. مع الملاحظة وقناعتنا التامّة بأن التكنولوجيا الرقميّة تختلف عن التحوّل رقميّا. لذلك وقبل كل شيء  قد يتفوّق التدريس الجيّد على الاختيار السيء للتكنولوجيا ، لكن التكنولوجيا لن تنقذ التدريس السيئ أبدًا. وكما يقول اهل الإختصاص وسطّرته جامعة هارفرد : إن التحوّل الرقمي ليس تكنولوجيا بل إدراك الموهبة.

  • 4.               الطبيعي الجديد ، في التربية والتعليم ، بعد جائحة كورونا

وركّز الدكتور جدعون في مداخلته على النموذج رقم 2 الذي يمثّل خلاصة أبحاثه وعمله على الأرض منذ أكثر من عشرين عاما في حقل تكنولوجيا التعليم ومواكبة مديري المدارس في التعليم والتعلّم عبر الإنترنت قائلا : إن جائحة كورونا سرّعت في نشر التعليم المدمج عالميا وتحضير ولادة “الطبيعي الجديد” ما بعد الجائحة بالتوّجه نحو نشر ثقافة التعليم والتعلّم الهجين (Hybrid Learning) لللإهتمام بإدخال حريّة إختيار التعلّم من المنزل أو من المدرسة لمن لم يختار الإلتحاق بزملائه في الصف في حال المرض أو الثلج أو أي حالة طارئة. وهذا ما يسهم داخل الصف وخارجه في الإعتماد على نظام إدارة التعلّم الذي من الممكن دائما الإعتماد عليه داخل الصف حضوريا ، خارج الصف في مختبر المدرسة أو في الملعب أو في المنزل إذا لزم الأمر كما عشناه من خلال التعليم المتباعد (Remote Learning) خلال جائحة كورونا. 

وإنه من الطبيعي أيضا أن نحيي جهودكم الجبّارة وجهود الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكيّة التي تابعت تألقها على الرغم من المصاعب التي واجهتها في خلال الجائحة بمتابعة تألقها في مواكبة التطور التربوي في العصر الرقمي من جهة، وعادت إيمانا منها بتعزيز التعليم في حال الطوارىء بالتعليم الحضوري الذي هو الأساس، والذي به يتم التعزيز من جهة ثانية.

فبعد التعليم الحضوري ، والاستخدام الحضوري المعزّز بالتكنولوجيا قبل الجائحة ، والزاميّة التباعد الجسدي مع استخدام وسائل التواصل الإجتماعي ، لقد حان الوقت الآن بعد الجائحة كما يقول حضرة الأب الدكتور يوسف نصر ، أمين عام المدارس الكاثوليكيّة في لبنان ، لإعادة تعزيز التعليم المدمج حضوريا إنطلاقا من منصّة كلاسيرا التي تخدم إدارة التعلّم وجهوزيّة المدارس لإستمراريّة التعليم من خلال التعلّم من بعد عند الضرورة ، أو لخدمة الطلاب الذين في حاجة للعمل بحسب سرعة استيعابهم للمعلومات واكتسابهم للمعارف والمهارات ، وفي الصف الحضوري من جهة أخرى.

  • 5.               مهارات جديدة للمدير-ة في استخدام نظام إدارة التعلّم

وفي القسم الثاني من المداخلة شرح الدكتور جدعون المهارات الجديدة للمدير-ة في استخدام التكنولوجيا الحديثة ونظام إدارة التعلّم. وأهمها :

  1. الدخول والوصول إلى النظام واستخدام البريد الإلكتروني ، الدردشة النصيّة (Chat) ، وإرسال رسائل (SMS).
  2. تنظيم إجتماعات ولقاءات افتراضيّة وحضور الحصص الإفتراضيّة (للمعلّمين)
  3. إدارة ومتابعة التقويم والتقييم
  4. الإدارة ، والتنسيق بين المعلّمين ، ومتابعة المعلّمين وبالأخص الحصول على إحصائيات المعلّمين وإحصائيّات الطلاب
  5. قراءة تقارير إداريّة (السلوكيّات وغيرها)
  6. إشراف تربوي وتقني عبر المنصّة
  7. إدارة وتدقيق مالي
  8. إدارة وتنسيق بين المعلّمين
  9. متابعة وإرشاد الطلاب
  10. تنسيق ومتابعة مع أولياء الأمور

   وغيرها من مسؤليات تسهم المنصّة في تأمينها من كمبيوتر المكتب أو من خلال تطبيق الهاتف الذكي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بخاش: الاعتداءات الممنهجة على المراكز الصحية في الجنوب هي جرائم حرب

استنكر مجلس نقابة أطباء لبنان في بيروت الاعتداءات الممنهجة على الجسم الطبي والتمريضي من قبل ...

Visa تطلق حلولاً جديدة مرتكزة إلى الذكاء الاصطناعي دعماً لأعمالها بمجال خدمات القيمة المضافة

*إضافة ثلاثة حلول جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى مجموعة Visa Protect للمساعدة في منع الاحتيال ...

تقرير جديد من ماستركارد يكشف بأن التواصل البشري والابتكار التقني أساسيان لبناء مدن المستقبل

• تقرير مدن المستقبل من ماستركارد يستكشف تطلعات سكان المناطق الحضرية في منطقة الشرق الأوسط ...