تحليل سوق لليوم عن رانيا جول محلل أسواق في الشرق الأوسط في XS.com
١٤ فبراير ٢٠٢٤
يتم تداول مؤشر الدولار الأمريكي عند 104.704 نقطة مع بداية تعاملات اليوم الاربعاء، مرتفعًا بنسبة +0.55%. ذلك بعد أن ارتفع مؤشر (DXY)أمس بقوة حيث يحاول أن يحافظ على ثباته بالقرب من أعلى مستوياته خلال ثلاثة أشهر. وفي الوقت نفسه، وصلت عوائد السندات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها خلال عدة أسابيع عند 4.328% ذلك بعد بيانات التضخم المفاجئة للأسواق.
فلقد كان هناك تحول كبير في معنويات السوق ، وارتفعت التوقعات بعدم تغيير سعر الفائدة الشهر المقبل إلى 93٪، وهو ما يمثل تناقضًا حادًا مع ما كانت عليه قبل شهر واحد فقط ومع تسعير الأسواق للسياسات النقدية المستقبلية للفيدرالي. لتبدأ الأسواق الآن بتسعير إمكانية خفض سعر الفائدة من في يونيو. ذلك بعد أرقام مؤشر أسعار المستهلك التي جاءت أعلى من التوقعات أمس.
لذا أعتقد أن يعطي الدولار الأمريكي للأسواق حركة قوية على جميع الجبهات. خاصة بعد أن أظهرت أرقام (CPI) ارتفاعاً ملحوظاً في التضخم الأساسي لكل من المؤشرات الشهرية والسنوية. والمفاجأة هنا كانت أكبر على الأسواق التي تميل بقوة إلى مزيد من تباطؤ التضخم مع القلق فقط بشأن تخفيض سعر الفائدة في مارس أو يونيو، بينما في ظل هذه الظروف، حتى خفض سعر الفائدة في يونيو يبدو مشكوكًا فيه للغاية.
كما شهدت أرقام بيانات (NFIB) انخفاضًا أسرع من المتوقع لشهر يناير مما حرك الأسواق بفعلاً بشكل كبير ودفع الشعور العام نحو تجنب المخاطرة . فانخفضت الأسهم ، وقفز العائد على السندات إلى الأعلى، وتزداد توقعات تأجيل خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي.
ومن وجهة نظري، يمكن أن يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا مقابل العملات الرئيسية بعد هذه الأرقام. فقد أثرت هذه البيانات في تسعير السوق وسط معدلات تضخم أعلى من المتوقعوعدم اليقين المتعلق بسياسات أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
فبينما شهد العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات قفزة كبيرة ليصل إلى 4.269%. ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين بأكثر من 13 نقطة أساس ليصل إلى 4.601%. وتؤكد هذه الحركة العلاقة العكسية بين العائدات والأسعار، وتشير إلى تعديلات السوق لتسعير بيانات التضخم غير المتوقعة.
فبعد أن كان السوق يترقب علامات تباطؤ التضخم لدعم التخفيضات المحتملة لأسعار الفائدة أصبح الشك مسيطراً على احتمالية إجراء تخفيضات متعددة في أسعار الفائدة هذا العام، وهي استراتيجية قوية للمتفائلين بشأن سوق الأسهم. حيث يتوقع بعض المستثمرين الآن إمكانية تجاوز عوائد السندات لأجل 10 سنوات 5.00%، مدفوعًا بالتضخم المستمر وسوق العمل المرن والنمو الاقتصادي القوي.
لذا أتوقع في المستقبل القريب، أن يبقى الدولار الأمريكي ايجابي، ومن المرجح أن تعزز تقارير مبيعات التجزئة ومؤشر أسعار المنتجين المتوقعة لشهر يناير هذه القوة الصعودية . لذا يجب على المستثمرين الاستعداد للارتفاع المستمر في عوائد سندات الخزانة، مما يعكس بيئة اقتصادية قوية يمكن أن تؤجل تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.