تحليل الأسواق لليوم عن سامر حسن، محلل أسواق وعضو قسم أبحاث السوق في الشرق الأوسط في XS.com
٦ يونيو ٢٠٢٤
يتقدم اليورو بنسبة وصلت إلى 0.3% أمام الدولار الأمريكي اليوم عند حوالي الساعة 12:30 مساءً بتوقيت غرينيتش.
جاءت مكاسب اليورو اليوم على الرغم من خفض البنك المركزي الأوروبي لسعر الفائدة لأول مرة منذ العام 2019 إلا أن صناع السياسة النقدية قد حافظو على النبرة المتشددة وأن هذا الخفض كان لتعديل درجة التشدد النقدي وليس تحويله إلى التساهل.
حيث لا يتوقع البنك المركزي أن يصل التضخم إلى مستهدفه قبل العام 2026 وأنه سيبقى عند متوسط 2.2% خلال العام القادم وهذا ما سيشجع مسؤولي السياسة النقدية للإبقاء على النهج المتشدد، وذلك وفقاً للبيان الصحفي التالي لإعلان القرار.
كما أكدت رئيسة البنك، كريستين لاغارد، على المخاطر الصعودية للتضخم والتي تأتي من ارتفاع الأجور ونمو أسعار الخدمات والصراعات الحالية أو التي قد نراها في المستقبل والحروب التجارية.
هذا الخفض من شأنه أن يوسع فجوة المعدلات ما بين منطقة اليورو والولايات المتحدة حيث لا يتوقع أن نشهد خفضاً قبل سبتمبر القادم. في المقابل، وعلى الجانب المشرق، فإن فلم يأتي قرار البنك المركزي اليوم لانتشال اقتصاد الإقليم من الركود العميق.
ذلك أننا نرى استمراراً لمعنويات المستهلك والمستثمر وأصحاب الاعمال في التحسن منذ حتى ما قبل بداية هذا العام مع الامل بإمكانية استعادة النمو وإن كان لا يبدو هذا قريباً في الوقت الحاضر خصوصاً لأنشطة التصنيع والاسكان، وهذا ما أشارت إليه المسوحات المختلفة سواءً من GfK وIfo وSentix وZEW إضافة إلى تقارير مديري المشتريات من S&P Global.
فيما أن المخاوف حول المستقبل تتركز ببقاء معدلات الفائدة والتضخم مرتفعة إضافة إلى العوامل السياسية والجيوسياسية.
كما أكد مسؤولو البنك المركزي الأوروبي والتقارير المختلفة مراراً على متانة سوق العمل والنظام المالي والقوة الشرائية المرتفعة للأسر وهذا ما بدد المخاوف بدوره المخاوف حول انحدار الاقتصاد نحو الركود.
على الضفة الأخرى للأطلسي، كانت أرقام سوق العمل في الولايات المتحدة قد عززت من احتماليات قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة في سبتمبر ونوفمبر المقبلين بنسبة 56% و80% على التوالي. فيما شهدنا أيضاً، بعد دقائق من قرار البنك المركزي الأوروبي، ارتفاع أكبر من المتوقع لإعانات البطالة الأسبوعية إلى 229 ألفاً وذلك في استمرار لسلسلة المفاجئات السلبية هذا الأسبوع.
أسواق السندات ساهم في دعم اليورو اليوم ذلك أن النبرة الأشد من المتوقع الصادرة من اجتماع اليوم انتشلت عوائد السندات الألمانية لأجل عشرة أعوام من أدنى مستوياتها منذ عشرين يوماً لتستعيد مستوى 2.56% كما ساهمت في تقليص فجوة العائد مع سندات الخزانة الأمريكية لذات الأجل إلى المزيد من أدنى المستويات منذ فبراير عند 1.74%.