تحليل الأسواق لليوم عن جوزف ضاهرية، كبير استراتيجيي الاسواق في TickMill
شهدت العقود الآجلة للنفط الخام تحركات محدودة النطاق خلال الجلسة الآسيوية، في محاولة لالتقاط الأنفاس بعد 3 جلسات متتالية من التراجع الحاد. ويأتي هذا التراجع في ظل تزايد القلق حيال مستويات الإنتاج في السعودية، إلى جانب بيانات اقتصادية كشفت عن تباطؤ في وتيرة النمو الاقتصادي الأمريكي. وأثارت هذه المعطيات شكوكًا جديدة حول مدى توازن قوى العرض والطلب، الأمر الذي انعكس في تبني المتداولين نهجًا أكثر حذرًا مع بداية تداولات اليوم.
فيما أفادت التقارير بأن المملكة العربية السعودية أعربت عن استعدادها للإبقاء على مستويات الإنتاج الراهنة رغم الانخفاض اللافت في الأسعار، مؤكدة عدم اعتزامها تطبيق تخفيضات إضافية لدعم السوق. في المقابل، تشير التوقعات إلى أن عددًا من أعضاء تحالف “أوبك+” سيدفعون باتجاه تسريع وتيرة الإنتاج خلال الاجتماع القادم. وقد ساهم هذا التوقع بشكل كبير في الضغط على الأسعار، في ظل ترقب الأسواق لارتفاع محتمل في المعروض دون مؤشرات واضحة على تحسّن موازٍ في مستويات الطلب.
وحول مستويات الطلب، تسبب انكماش الاقتصاد الأمريكي واستمرار التوترات التجارية في تراجع توقعات الاستهلاك العالمي بشكل لافت. وفي الوقت الذي انخفضت فيه مخزونات الخام الأمريكية، لم تشهد الأسواق تحسنًا في المعنويات، إذ لا تزال متأثرة بالتقلبات الحادة في مؤشرات الاقتصاد الكلي والانكماش الملحوظ في الاستهلاك ضمن أسواق محورية كالهند. وقد أسهم هذا المشهد المركّب في تقليص نطاق التداول بشكل واضح، بينما يواصل المتداولون ترقب مؤشرات أكثر وضوحًا من جانب المنتجين والبيانات الاقتصادية المرتقبة.