أسعار النفط تهبط إلى أدنى مستوى منذ أربعة أعوام مع رفع الإنتاج وسط الآفاق الاقتصادية السلبية

بقلم سامر حسن، محلل أول لأسواق المال في XS.com

شهد النفط الخام هبوطاً حاداً وصل إلى أكثر من 5% في ذروة التراجعات التي قادت الأسعار إلى أدنى المستويات منذ أكثر من أربعة أعوام. حيث بلغ خام نفط غرب تكساس الوسيط مستوى 55 دولاراً للبرميل قبل أن يقلص بعض من خسائره ويحاول استعادة مستوى 57 دولاراً للبرميل. 

الضغط الهبوطي على أسعار الخام جاء مع إعلان منظمة الدول المصدر للنفط (OPEC) عن رفعها لإنتاج النفط بمقدار 441 ألف برميل يومياً في يونيو المقبل، وذلك وسط عدم اليقين المحيط بالاقتصاد الأمريكي والعالمي مع الضبابية حول مسار الحرب التجارية. 

كما يتوقع غولدمان ساكس أن تقوم OPEC برفع الإنتاج مجدداً في يوليو المقبل بمقدار 410 ألف برميل يومياً. في حين من المتوقع أن يبقى إنتاج الخام في الولايات المتحدة بالقرب من 13 مليون برميل يومياً لما بعد العام 2026، وفق إدارة معلومات الطاقة. فعلى الرغم من اتجاه دونالد ترامب لرفع القيود عن انتتاج واستخراج الوقود الأحفوري، إلا أن المستويات الحالي المتدنية للغاية لأسعار الخام تقع ما دون نقطة التعادل للشركات المنتجة وهذا ما لا يشجعه على زيادة الإنتاج، وفق وول ستريت جورنال.

أما على جانب الطلب، فلا يزال عدم اليقين يخيم على الأسواق وذلك مع التقلب المستمر في مسار الحرب التجارية. فحتى بعد أن علق ترامب الرسوم الجمركية على دول العالم باستثناء الصين، والتصريحات والمحادثات الخاصة حول خفض التصعيد التجاري، إلى أن ترامب يقول إنه متمسك بفرض التعرفات، أو البعض منها على الأقل. هذا في الوقت الذي لم نشهد فيه تقدماً جوهرياً في المسار التفاوضي ما بين الولايات المتحدة والصين بشأن التوصل لصفقة تجارية تحول دون استمرار التصعيد ولا تزال الصين تدرس عرض ترامب بخفض التعرفات إلى 145%. 

على الجانب الجيوسياسي، شهدت عطلة نهاية الأسبوع تطوراً قد يمهد إلى إعادة الإقليم إلى تصدر عناوين أخبار الطاقة. حيث قد تمكن الحوثيون في اليمن لأول مرة من إصابة المحيط القريب لمطار بن غوريون في إسرائيل بصاروخ تمكن من تجاوز طبقات الدفاع الجوي المتعددة والمتطورة. فيما تحدث المسؤولون في إسرائيل على أن الرد يجب أن يكون في إيران، الداعم الأكبر للحوثيين.

هذا يأتي في الوقت التي شهدت المفاوضات الإيرانية الأمريكية بشأن الملف النووي تعثراً، وهذا ما يريده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتحالفه من اليمين المتطرف وهم من ينادون بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران بما قد يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة في الإقليم.  هذه الضربة الصاروخية غير المسبوقة قد يستخدمها نتنياهو كحافز إضافي للجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران بما يحول دون التوصل إلى أي اتفاق مع الولايات المتحدة. هذا التفرج للصراع قد ينطوي على استهداف المرافق النفطية في مختلف أنحاء الإقليم وعرقلة الملاحية العالمية هناك على نطاق أوسع. هذه المخاوف بدورها قد تبرر محاولة الأسعار لتقليص مخاوفها بعد خسائر اليوم الحادة.

في المقابل، فإن تجاوز هذا الصاروخ المنفرد للدفاعات الجوية الإسرائيلية وتلك الأمريكية الممتدة من البحر الأحمر يشكل إشارة تحذيرية على مدى هشاشة تلك المنظومات الدفاعية في حال واجهت سيلاً مستمراً من الصواريخ في حال خروج الصراع عن السيطرة. فإذا اتخذ صناع القرار موقفهم من الرد بالأخذ بعين الاعتبار تلك الحقائق، فقد يسعون إلى خفض التصعيد أو الاكتفاء برد محدود كما كنا قد شهدنا أواخر العام الفائت في الهجمات المتبادلة ما بين إيران وإسرائيل.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منصوري يوقع كتاب “العدالة الرقمية الرشيدة: المفاهيم والحقوق” في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب

شهد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب حدثًا بارزًا تمثل في حفل توقيع كتاب الدكتور نديم ...

أسعار النفط تحت ضغط بفعل توسع إنتاج أوبك+ وسط غموض في آفاق الطلب العالمي

تحليل السوق التالي عن ميلاد عزار، محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA لا تزال العقود ...

مؤتمر غلوب مد التنفيذي لعام 2025: توسّع إقليمي وإبتكار

عقدت مجموعة غلوب مد، مجموعة الشركات الرائدة لإدارة مطالبات التأمين الصحي، مؤتمرها التنفيذي لعام 2025 ...