افتتاح الملتقى السنوي لمدراء التدقيق الداخلي:
التأكيد على أهمية الشفافية والإلتزام بالقوانين والمعايير الدولية

افتتح الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب وجمعية المدققين الداخليين، قبل ظهر اليوم، الملتقى السنوي لمدراء التدقيق الداخلي، الذي يستمر يومين في فندق “موفنبيك”، في حضور نائب حاكم مصرف لبنان سعد عنداري، ممثل الأمين العام وللاتحاد الدولي للمصرفيين العرب واتحاد المصارف العربية وسام فتوح الدكتور زكريا حمود، رئيس جمعية المدققين الداخليين مالك قسطة والرؤساء السابقين للجمعية وأعضاء مجلس الإدارة وممثلين عن عشر دول عربية وخبراء.

كلمة فتوح
والقى حمود كلمة فتوح، أوضح فيها أن  الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب يسعى اليوم مع جمعية المدققين الداخليين في لبنان، إلى عقد هذا الملتقى بهدف إلقاء الضوء على التدقيق الداخلي كنشاط مستقل وموضوعي والتركيز على أهم المفاهيم الحديثة المرتبطة به وإبراز دوره في الحفاظ على الشفافية والإلتزام بالقوانين والمعايير الدولية بما يساهم في تأمين سلامة المؤسسة وتحقيق أهدافها.

وأوضح أن التدقيق الداخلي يُعرف بأنه عملية تقييم مستقلة وموضوعية لعمل جميع دوائر ووحدات المصرف وأنشطته بهدف تعزيز كفاءة وفعالية الضبط الداخلي وإدارةالمخاطر فيه. وعليه، تلعب وظيفة التدقيق الداخلي دورا بالغ الأهمية في عملية الصيانة والتقييم المستمرين لكل من أنظمة الضبط الداخلي، وإدارة المخاطر، والحوكمة في المصرف، وهي المجالات الأساسية التي ترتكز عليها السلطات المشرفة بشكل دقيق ودائم. لذلك، يجب أن تتميز وظيفة الضبط الداخلي بخصائص ثلاث، وهي: الإستقلالية والموضوعية،الكفاءة المهنية و الأخلاق المهنية.
وأشار إلى أن نطاق نشاطات التدقيق الداخلي يتضمن فحصاً وتقييماً لفعالية إطار الضبط الداخلي للمصرف ككل، بما في ذلك المسؤولية والمساءلة ضمن المصرف، والعمليات الملائمة لمتابعة نتائج أعمال التدقيق وتوصياتها، حيث يجب على وظيفة التدقيق أن تقيم: كفاءة وفاعلية العمليات، موثوقية وفاعلية ونزاهة عمليات ونظم إدارة المعلومات، الإشراف على الإمتثال للقوانين والأنظمة (بما في ذلك متطلبات المشرفين)، والمحافظة على أصول المصرف. لذلك، فإن وجود وظيفة تدقيق داخلي فاعلة، تقيم بشكل مستقل وموضوعي نوعية وفاعلية عمليات الضبط الداخلي وإدارة المخاطر والحوكمة في المصرف، من شأنها أن تساعد الإدارة العليا ومجلس الإدارة على حماية مؤسستهم وحماية سمعتها.
وأكد أن مبادىء تطوير حوكمة الشركات من المصارف تتطلب إمتلاك وظيفة تدقيق داخلي تحوز على صلاحيات، ووضعية، وإستقلالية، وموارد بشرية كافية، وإمكانية التواصل المباشر مع مجلس الإدارة. كما إن وجود مدققين داخليين مستقلين يتمتعون بالكفاءة أمر في غاية الأهمية لحوكمة سليمة. لذلك فإن وجود إطار ضبط داخلي متين – يتضمن وظيفة تدقيق داخلي مستقلة وفعالة – هو جزء لا يتجزأ من الحوكمة السليمة.
ورأى أنه يجب على كل مصرف أن يكون لديه ميثاق تدقيق داخلي يوضح أهداف، ووضعية وسلطات وظيفة التدقيق الداخلي في المصرف. ويجب وضع الميثاق ومراجعته بشكل دوري من قبل رئيس قسم التدقيق الداخلي، وأن يوافق عليه من قبل مجلس الإدارة. كما يجب أن يكون متوفرا لجميع أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين.

قسطة
وتحدث قسطة بإسم جمعية المدققين الداخليين في لبنان، ومضحاً أن جمعية المدققين الداخليين (IIA)  عملت لفترة طويلة على بناء الوعي حول أهمية مهنة التدقيق الداخلي وتبديد المفاهيم الخاطئة للمهنة، ما ساهم في تعزيز المعرفة وتطوير الرقابة الداخلية، والإدارة الفعالة للمخاطر. فعندما تدرك الإدارة العليا ومجلس الإدارة قيمة التدقيق الداخلي، ستعمل على تحفيز نشاطه والاستفادة منه بشكل أكثر فعالية. وبالمثل، عندما يصبح الجمهور أكثر وعيا بطبيعة وغاية مهنة التدقيق الداخلي سيزداد عددالمواهب الشابة الراغبة بالانتساب لهذه المهنة.
وأشار الى أن جمعية المدققين الداخليين خصصت لأكثر من عقد موارد كبيرة تهدف لزيادة الوعي حول مهنة التدقيق الداخلي كإطلاق برنامج واسع النطاق في العلاقات الإعلامية والتواصل مع المشرعين والمنظمين، ما ساهم بوضع معايير موحدة لممارسة التدقيق الداخلي حول العالم.
كما أشار انه ولتعزيز شعارها “التقدم من خلال المشاركة” وبناء الوعي حول التدقيق الداخلي في جميع أنحاء العالم، أطلقت جمعية المدققين الداخليين عام 2011AuditChannel.tv. على غرار يوتيوب، يتيح الموقع للمستخدمين تحميل ومشاهدة أشرطة الفيديو القصيرة التي تقدم معلومات عن العديد من المواضيع المتعلقة بالتدقيق الداخلي، بما في ذلك التزوير والحوكمة والمخاطر والرقابة الداخلية، والتكنولوجيا، والعمليات، والأداء، والمحاسبة والامتثال.
ولفت الى ان جمعية المدققين الداخليين المنتشرة في جميع أنحاء العالم قامت بتحديد شهر أيار شهر تعزيز التوعية وتركيز الاهتمام عالميا على مهنة التدقيق الداخلي.
وأوضح ان رؤساء جمعية المدققين الداخليين يقومون برحلات حول العالم بغية ايصال معايير واهداف التدقيق الداخلي الى سائر البلدان”، مشيرا الى ان الجمعية تصدر نشرة اخبارية نصف شهرية مجانية موجهة للادارات التنفيذية ومجالس الإدارة ولجان التدقيق. هذه النشرة لا تقبل الإعلانات وتهدف إلى خدمة التدقيق الداخلي”، لافتا الى انه “في العام 2010  تم تأسيس مجلس الرقابة للمعايير الدولية لمهنة التدقيق الداخلي (IPPF) وذلك لضمان دقة عملية نص المعايير.
واكد ان الطرق المتبعة من المدقق الداخلي التي تظهر الكفاءة المهنية، والاجتهاد، وحسن القيادة تسهم إلى حد كبير في تحسين صورة التدقيق الداخلي ونشر الثقة في توصياته لدى المؤسسة أو الشركة. وعندما يفهم العملاء القيمة الحقيقية للتدقيق الداخلي والاقتناع بأنها جزء من الحل، سوف يكونون أكثر انفتاحا وتعاونا ومرحبين بتوصيات واقتراحات المدقق الداخلي.

عنداري
من جهته، اكد نائب حاكم مصرف لبنان عنداري “أهمية الملتقى وما يناقشه من مواضيع قيمة نظرا لاهمية التدقيق الداخلي في حماية وتحصين وتطوير المؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة”، لافتا الى ان “مصرف لبنان حدد في تعميمه الاساسي للمصارف رقم 77 مقومات التدقيق الداخلي حيث يركز فيه على اعتماد المعايير الدولية خصوصا من ناحية تأمين استقلالية وموضوعية المدقق الداخلي لتنفيذ مهامه بمنهجية ومهنية تامة”، مشيراً الى “ان تعميم لجنة الرقابة على المصارف رقم 271  الذي يحدد فيه ميثاق التدقيق الداخلي ويطلب تعميم اللجنة من المصارف والمؤسسات المالية اعطاء المدقق الداخلي الصلاحيات الكاملة من اجل تنفيذ المهام المطلوبة”.
وأكد عنداري أن السلطات النقدية تطلب من المؤسسات كما هو معلوم اعتماد القواعد الاساسية كحد ادنى ومنها عدم تدخل الادارة العليا التنفيذية في أعمال التدقيق الداخلي”، موضحا “ان تعميم اللجنة شدد على ان تكون هناك دورات تدريبية باستمرار للمدققين على أحدث اساليب التدقيق والمعايير الدولية والمنتجات الجديدة والمخاطر المتأتية منها”، آملا ان “يتمكن الملتقى من الاتفاق على توصيات بناءة من اجل تطوير عمل المدقق الداخلي.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

اللبنانية الاولى في المركز التربوي للبحوث والإنماء:

مهمتكم صناعة المواطن الجديد وبناء لبنان الجديد أكّدت السيدة الأولى نعمت عون، خلال زيارتها المركز ...

حبيب يثني على مشروع خفض سنّ الاقتراع إلى ١٨ عاماً

أثنى رئيس “جمعية إنماء طرابلس والميناء” أنطوان حبيب في بيان، على اقتراح تعديل المادة 21 ...

«الريادة قبل التنمية: لماذا تبدأ نهضة الاقتصادات من الذهنيات أولًا؟»

بقلم د. خالد عيتاني رئيس لجنة الطوارىء الإقتصادية مقدمة في زمن تتسارع فيه المتغيّرات الاقتصادية ...