تحليل السوق التالي عن محمد علي الـحـتـاوي، مالك شركة الديوان
لا تزال أسعار النفط الخام تواصل التحرك تحت ضغط هبوطي، خلال جلسة تداول الثلاثاء، مدفوعة بتزايد التوقعات بشأن إمكانية إجراء محادثات ثلاثية بين موسكو وكييف وواشنطن، وهو ما فتح الباب أمام احتمالات تخفيف العقوبات المفروضة على النفط الروسي وتقليص علاوات المخاطر الجيوسياسية. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن عن مناقشات أجراها مع كل من فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي، في إشارة إلى تقدم ملموس على صعيد المساعي الدبلوماسية التي بددت بعض المخاوف من تشديد العقوبات أو تعطل الإمدادات. ومن المحتمل أن تُسهم النبرة الأمريكية الأقل تشددًا تجاه العقوبات الثانوية في تقليص المخاطر المرتبطة بتدفقات النفط العالمية، وهو ما قد يُبقي الأسعار تحت ضغط مستمر بعد المكاسب الطفيفة التي حققتها خلال تداولات أمس. رغم أن التوصل إلى اتفاق قد يفتح المجال أمام تراجع أسعار النفط الخام، إلا أن احتمالات فرض رسوم جمركية موسعة أو عقوبات جديدة تظل قائمة كعوامل قد تعيد تحفيز الضغوط الصعودية.
في غضون ذلك، تترقب الأسواق صدور البيانات الأسبوعية لمخزونات النفط الخام الصادرة عن معهد البترول الأمريكي (API) للأسبوع المنتهي في 15 أغسطس 2025، وكان التقرير السابق قد أظهر زيادة غير متوقعة في المخزونات الأمريكية بنحو 1.5 مليون برميل، متخطّيًا التقديرات التي كانت تشير إلى تراجعها. ويُنتظر أن يقدم تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم الأربعاء مزيدًا من الوضوح، من المرجح أن تضغط الزيادات المتواصلة في المخزونات على أسعار النفط الخام العالمية بفعل مخاوف تباطؤ الطلب، في حين أن أي تراجع غير متوقع قد يمنح الأسعار دفعة إيجابية.
الدورة الإقتصادية الدورة الإقتصادية